اعتبر وزير البيئة طارق الخطيب في كلمة له خلال مؤتمر بعنوان “محمية إهدن بعد 25 سنة” من تنظيم اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس أن “الأشجار جميلة حين تصبح لغة إنتماء، وجميلة حين يعاونها الإنسان لتصبح ملاذا آمنا للطيور الهاربة من القناصين، وللحيوانات من مدى الجزارين، جميل هذا المجتمع الطبيعي في تنوع اشجاره وطيوره وحيواناته تنوعا تتكامل عناصره لتؤدي وظيفة بيئية تسهم في تحسين صورة الوطن وتزيدها ألقا وجمالا، جميلة تلك المسؤولية التي تجعل المواطنين حرسا يحمي تلك الأشجار وطيورها وحيواناتها من كل إعتداء”.
ولفت إلى أن “محمية حرج إهدن الطبيعية وقد مر اليوم 25 عاما على قانون إنشائها بفضل مبادرة المجتمع المحلي في بلدة إهدة وجمعية أصدقاء حرج إهدن وجهد الخبراء والعلماء الذين أجروا أبحاثا عن التنوع البيولوجي الفريد الذي تتميز به هذه الغابة، فهي تضم العديد من النباتات النادرة والأشجار الحرجية والحيوانات البرية والعديد من الطيور وتم تصنيفها أيضا من قبل المجلس العالمي للطيور كمنطقة هامة للطيور ولا ننسى انه في العاشر من آذار من كل عام نحتفل باليوم الوطني للمحميات الطبيعية وإطلاقه هذا العام من الفيحاء عاصمة الشمال له دلالات كبيرة خاصة أن اول محميتين منشأتين في لبنان وبنفس القانون كانتا محمية حرج إهدن الطبيعية ومحمية جزر النخيل الواقعة في البحر قبالة الميناء”.
وأشار إلى أن “وزارة البيئة نظرا لدورها التنموي تعير أهمية كبيرة لحماية هذه المحميات الطبيعية وحسن إدارتها من خلال تشكيل لجان محلية لإدارتها تتمثل فيها البلديات المعنية والجمعيات البيئية في المناطق وأصحاب الإختصاص، وهي تقوم أيضا بالترويج لهذه المحميات ولأهمية الحفاظ عليها، إرثا طبيعيا وطنيا وتقديم الدعم اللازم لها لتأمين إستدامتها وإستمراريتها”، لافتاً إلى أن “محمية حرج إهدن خطوة جادة ورصينة على طريق انماء الفهم البيئي وتعميمه رؤية تجد معادلها التطبيقي على ارض الواقع، أما مؤتمركم، فقد جاء ملبيا كل الطموحات التي تستدعيها هذه المحمية من حيث تأكيد تكاملها مع أخواتها المحميات اللبنانية في سياق يتسم بالتنوع ضمن الوحدة ويحفظ التفرد والخصوصية في آن معا”.
وأثنى الخطيب على “عمل لجنة محمية حرج إهدن الطبيعية التي تتمثل فيها بلدية زغرتا- إهدن والجمعيات البيئية الفعالة والخبراء العلميون في إهدن وأخص بالثناء مديرة المحمية المهندسة ساندرا كوسا سابا، وأشكر نقابة المهندسين في طرابلس فهي رائد لا يكذب اهله، وهي الدليل إلى موارد المعرفة البيئية ومناهلها ولها مني التقدير الأسمى والإحترام الأبهى، والشكر موصول أيضا إلى اللجنة العلمية في النقابة على الجهود الطيبة التي بذلتها في إعداد هذا المؤتمر”.