الجمعة , 29 مارس 2024

ميقاتي لحكومة تقنيين قبل الأربعاء…

الرئيس المكلف نجيب ميقاتي واثق من أن تأليف الحكومة سيكون بمرونة التكليف، الذي حقق معه أعلى رقم في سجل تكاليفه الحكومية (72 صوتا نيابيا) مقابل 57 صوتا لحكومته الأولى عام 2006، ثم 68 صوتا لحكومته الثانية عام 2011، وقد أجرى امس استشاراته غير الملزمة مع رؤساء الكتل النيابية، لتشكيل حكومة «يجب ان تكون تقنية بحتة»، خاصة اننا على بعد أشهر قليلة من الانتخابات النيابية، ومن غير المعقول تشكيل حكومة تكنو- سياسية، كما قال الرئيس المكلف، مضيفا: كلفت لأشكل، ولأنهض بالحالة الاقتصادية، وسأعمل على ترميم علاقات لبنان، مع الدول العربية وأعيد البلد الى الحضن العربي.

 

وفي رسالة مفتوحة إلى الرئيس ميشال عون، قال ميقاتي: لقد لمست ان الرئيس عون جاد في إنقاذ البلد ويراهن على الحكومة وكلانا متمسك بالدستور وباتفاق الطائف.

 

هذه اللهجة الدمثة، مشهود بها للرئيس ميقاتي ولكن ماذا عن مدى تناغم الطرف الآخر معه؟

 

الرئيس عون متجاوب مع الميقاتي الذي بادله بالتجاوب، في لقائه رئيس «التيار الرئاسي» جبران باسيل على العشاء وهو ما لم يبادر به المعتذر عن التكليف سعد الحريري في أي وقت وأي مكان لا في بعبدا ولا حتى في باريس.

 

الرئيس المكلف الذي أكد الالتزام بالمبادرة الفرنسية، أعلن لصحيفة «النهار» البيروتية استعداده للحوار مع المجتمع المدني الذي لم يقدم للآن مشروعا لتبنيه، وأيضا لإنجاز 3 أهداف على الأقل مركزا على الدواء والكهرباء والمحروقات، أما عدة الشغل الأساسية فهي الـ 900 مليون دولار، التي قال ان لبنان سيحصل عليها من صندوق النقد الدولي، وسيستخدم جزء منها لبناء معملين للكهرباء في دير عمار (الشمال) والزهراني (الجنوب)، لافتا الى ان الدول العربية وفي مقدمتها الكويت مستعدة للمساعدة في إنشائها، كما سيفعل اتفاقية استيراد الغاز من مصر، ويتابع اتفاقية استيراد الفيول من العراق.

 

وركز ميقاتي على الضمانات الخارجية التي أعطيت له، دون تحديد الجهة ولئن كانت فرنسا في الصدارة، والتي كانت أول المرحبين بتكليفه، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، ان فرنسا أخدت علما بتكليف ميقاتي، ويبقى الأمر الملح تشكيل حكومة ذات كفاءة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات. ومثلها دعا الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وتخضع للمحاسبة من دون تأخير. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فان تغريدة سفيرتها في بيروت، عبر تويتر، توحي بأن الولايات المتحدة غير معنية بما يحصل على الصعيد الحكومي، «تكليفا أو تأليفا»، حيث أكدت «ان أميركا الى جانب الجيش اللبناني، تماما كما تواصل الوقوف الى جانب الشعب اللبناني»، ما يعني ان واشنطن مازالت على موقفها من الطبقة السياسية القائمة، فيما رهانها يقتصر على الجيش والشعب.

 

ولأن التكليف بات باليد، أما التأليف فمازال على الشجرة، من الواضح ان رحلة التأليف لن تكون مسهلة، فالعقدتان اللتان أطاحتا بتكليف سعد الحريري، وهما «الثلث المعطل» الذي يريده الفريق الرئاسي بقيادة باسيل في كل حكومة، ووزارة الداخلية المتمسك بها مجددا، مازالت قائمة، ومن هنا قول النائب الاشتراكي بلال عبدالله: أنا لست متفائلا.

 

والمسألة عند الرئيس عون، هل يرى في الرئيس المكلف خلاصا من الرئيس الحريري وخشبة نجاة لتأليف الحكومة، أم يقرأ في صفحته موفدا من الحريري، الذي رسم حدودا لتشكيل الحكومة، ليس بالهين على أي بديل من نادي رؤساء الحكومات السابقين تجاوزها؟

 

فهل يكون ميقاتي الحل؟ النائب فريد الخازن ابلغ وفد مجلس الشيوخ الفرنسي، الذي حمل «الإشارة الخارجية»، باسم ميقاتي بأنه الحل في لبنان يكون باستقالة رئيس الجمهورية.

 

لكن ميقاتي الذي سيتردد على بعبدا كثيرا في هذه الأيام محاولا أن يشكل حكومته قبل الرابع من أغسطس، وتحديدا الاثنين المقبل، في الثاني منه، وفي هذا اليوم ستكون التشكيلة على مكتب الرئيس عون، والقرار له.

 

 

المصدر: الأنباء الكويتية

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *