الثلاثاء , 7 مايو 2024

دعم روسي مطلق للحريري: زيارة سياسية إقتصادية صحية… باسيل يبيع الأميركيين “سمكاً ببحر”… ودياب “مش بوارد” عقد الحكومة ‏

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : من الاقتتال الدموي في صور على ربطة الخبز، إلى سقوط قتيل وجريحين أمس على خلفية ‏توزيع حصص غذائية في طرابلس… تتنقل مشهدية الذل والانهيار بين المحافظات اللبنانية، ‏من دون أن يستشعر أهل الحكم بأي وخزة ضمير أو مسؤولية تجاه ما أوصلوا الناس إليه من ‏جوع وانهيار، بل هم مستمرون في تقاذف كرة التعطيل من مرمى إلى آخر ضمن إطار لعبة ‏تسجيل نقاط عبثية، وآخرها ما جرى على ملعب ترسيم الحدود البحرية، حيث حجب رئيس ‏الجمهورية ميشال عون توقيعه عن تعديل مرسوم الترسيم وأعاد الكرة إلى السراي الحكومي، ‏عشية وصول الموفد الأميركي ديفيد هيل إلى بيروت، في محاولة من رئيس “التيار الوطني ‏الحر” جبران باسيل لاستخدام الملف كـ”طعم” يأمل من خلاله أن يعلق الأميركيون في ‏‏”صنارته”، فيحاول بيعهم “سمكاً ببحر” المياه الإقليمية الحدودية مع إسرائيل مقابل فك أسره ‏من شباك العقوبات‎.

وإذا كان هيل، بحسب مصادر ديبلوماسية، لا ينوي إثارة الملف البحري الحدودي من زاوية ‏‏”تقريرية” باعتباره يغادر منصبه قريباً، إنما هو يعتزم زيارة لبنان والتحدث مع مسؤوليه ‏بصفته “صديقاً يسدي لهم النصح بوجود فرصة سانحة راهناً يجب اقتناصها والإسراع في ‏تشكيل الحكومة”، فإنّ خطوة رد رئيس الجمهورية مرسوم تعديل الحدود البحرية من دون ‏توقيعه أتت لتحقيق “هدف مزدوج”، فهي إن لم تنفع مع واشنطن، تكون قد نفعت في حشر ‏رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في زاوية “تفعيل حكومته”، إمعاناً في تهميش ‏تكليف الرئيس سعد الحريري ووضع ملف التأليف “على الرف”، غير أنّ أوساط دياب أكدت ‏لـ”نداء الوطن” أنه لا يزال يعتبر أنّ تفعيل الحكومة “يعقّد الأمور أكثر في البلد”، ولذلك هو ‏‏”مش بوارد” عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار مرسوم توسيع الترسيم البحري “بالاستناد إلى ‏رأي غير ملزم أساساً من هيئة التشريع والاستشارات‎”.

وفي المقابل، يبدأ رئيس الحكومة المكلف اليوم زيارة رسمية إلى موسكو تتناول مواضيع ‏‏”سياسية واقتصادية وصحية”، على أن يعكس استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ‏للحريري في هذا التوقيت دعماً معنوياً كبيراً له من جانب موسكو، وتؤكد مصادر مواكبة ‏للزيارة لـ”نداء الوطن” أنّ الرئيس المكلف يعوّل كثيراً على دور روسيا باعتبارها “قادرة على ‏أن تلعب دوراً محورياً في الدفع نحو مساعدة لبنان على بلورة الحلول لأزمته بفعل علاقاتها ‏الجيدة مع الأطراف اللبنانية والإقليمية”، لافتةً في هذا السياق إلى أنّ لهذه الزيارة “أهمية كبيرة ‏لا سيما وأنها تأتي غداة زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران وبالتالي ‏فإن الحريري سيسمع منه نتائج المداولات التي أجراها مع المسؤولين الإيرانيين حيال الملف ‏اللبناني‎”.

وإذ تبدي موسكو اهتماماً كبيراً في حفظ الاستقرار في لبنان لأن اهتزازه سيؤثر سلباً على ‏سوريا حيث تتمركز القوات الروسية، فإنّ استقبال الحريري على أرفع المستويات في روسيا ‏يختزن بحد ذاته رسالة دعم له باعتباره “أحد رموز الاعتدال السني في المنطقة في مواجهة ‏التطرف والإرهاب”، وفق ما تشير المصادر، فضلاً عن أنّ المتابعة الدقيقة من جانب ‏المسؤولين الروس لتفاصيل الخلافات اللبنانية الداخلية “دفعتهم إلى تأييد الحريري لرئاسة ‏الحكومة وإلى دعم وجهة نظره، بأن تكون حكومة من الاختصاصيين التكنوقراط غير ‏الحزبيين ومن دون ثلث معطل، لأن الاتصالات الروسية مع الدول الأوروبية والعربية المعنية ‏بأزمة لبنان انتهت إلى خلاصة حاسمة، تفيد بأنه ما من دولة ستقدم أياً من المساعدات العاجلة ‏التي يحتاجها البلد في حال تألفت الحكومة من رموز الطبقة السياسية والأحزاب الحاكمة‎”.

وعليه، نوهت المصادر بأنّ موسكو ستترجم دعمها للحريري من خلال استقباله “كرئيس ‏حكومة مكتملة المواصفات وليس كرئيس مكلف، وقد برزت في هذا السياق إشارة البيان ‏الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الروسي إلى أنه سيجري مباحثات “مع رئيس حكومة ‏لبنان” سعد الحريري، وهي المرة الثانية التي يذكره بها المسؤولون الروس بهذه الصفة منذ ‏تكليفه تشكيل الحكومة‎”.

وعن مواضيع البحث، أوضحت المصادر أنها ستشمل “مسألة عودة النازحين السوريين إلى ‏بلدهم استناداً إلى المبادرة الروسية، كما سيطلب الحريري مساعدة موسكو في التفاوض على ‏ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، وبين لبنان وإسرائيل، ليتمكن من البدء في استكشاف ‏كميات الغاز والبترول في البحر”، بالإضافة إلى أنّ الرئيس المكلف سيتطرق في محادثاته إلى ‏‏”ما يمكن لموسكو أن تساهم به في معالجة الأزمة الاقتصادية، سواء من ناحية الاستثمارات ‏في الكهرباء والإنشاءات وغيرها أو من زاوية تقديم المساعدات”، كما توقعت المصادر أن ‏يطالب الحريري موسكو بأن “تضع لبنان في لائحة الدول التي يفترض تسليمها لقاح ‏‏”سبوتنيك في” المضاد لكورونا، وتسهيل عملية شرائه من جانب الدولة أو من قبل القطاع ‏الخاص، ولن يتردد في طلب منح لبنان كمية من اللقاحات على سبيل الهبة‎”.‎

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *