الأربعاء , 24 أبريل 2024

الحكومة اللبنانية على الضوء الأصفر… واعتذار الحريري مؤجل

أبقى خطاب الأمين العام ل‍حزب الله السيد حسن نصرالله، حراك تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة على الضوء الأصفر، بخلاف ما توقعه متابعوه من ميل لتسريع عملية التأليف، بمساعدة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بناء لاقتراحه، وأوحت دعوته اللبنانيين الى عدم الاستسلام لليأس، إلى ان تشكيل حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري سيطول، ما عزز الاعتقاد بأن الرئيس ميشال عون ومعاونه الرئاسي جبران باسيل، يفضلان الفراغ على تمضية مرحلة نهاية الولاية، مع حكومة برئاسة الحريري، لا تعدهما بحسن الختام.

 

بالمقابل نقل قريبون من الحريري عنه قوله: الأمور مازالت صعبة، لكن المساعي مستمرة، وخيار الاعتذار عن التأليف، الذي هو رهان الفريق الرئاسي، مؤجل الآن.

 

وتوحي اتصالات الرئيس بري، ولقاءات معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، ومعاون السيد نصرالله حسين خليل ومسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا، مع رئيس التيار الحر جبران باسيل، وما يصدر عن أوساط باسيل، وكأن ورقة تشكيل الحكومة مازالت في مهب الريح، في حين تبدو مصادر بيت الوسط أقل قلقا ومثلها مصادر الرئيس نبيه بري.

 

ولفت في هذا السياق، ان قناة «أو تي في» الناطقة بلسان التيار الحر، اعتادت نقل خطب السيد نصرالله مباشرة، كبقية الأقنية الدائرة في فلك حزب الله، وقد نقلت الجزء الأول من خطاب مناسبة ذكرى تأسيس قناة «المنار» الثلاثاء لتوقف البث المباشر، عند انتقاله الى الحديث عن الشأن اللبناني.

 

بدورها، إذاعة صوت المدى، الناطقة بلسان التيار الحر، وصفت نتائج اجتماع الخليلين وصفا مع باسيل بمنزله في البياضة (وليس في القصر الجمهوري) بالإيجابية، وقدم الثنائي طرحا وافق عليه باسيل، وبانتظار موافقة الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي تنسب إذاعة صوت المدى لفريقه تسويق أصداء سلبية.

 

ويبدو للمصادر المتابعة، ان الكثير من التكتيكات السياسية والمناورات الكلامية والتصريحات المتضاربة، والمضللة للواقع، تصرف في سوق تشكيل هذه الحكومة العصية على الولادة. اذ في حين يأمل ثنائي عون – باسيل من حزب الله ان يضغط على الرئيس نبيه بري لتليين موقف سعد الحريري، يجد هذا الفريق ان ما يحصل هو العكس، وبالتالي ان ضغوط الحزب توجه الى باسيل وشروطه.

 

ومن ظواهر هذه الحالة، تسابق نواب اللقاء التشاوري السني، البعيد عن الحريري، والقريب من محور الممانعة، على بيت الوسط، فبالأمس كان النائب جهاد الصمد، وقبله النواب عبدالرحيم مراد وعدنان طرابلسي، ولم يبق خارج هذا الجو من أعضاء هذه المجموعة، سوى النائب فيصل كرامي، الذي زار بعبدا، واضعا نفسه في التصرف، كما قيل ثم انتقل الى بكركي، علما انه لم يدل بما يشير إلى ما فسره الآخرون لهذا التحرك من جانبه، إلا ان الفريق الرئاسي، استفاد من المناسبة، كي يوحي للحريري، بان البديل عنه جاهز.

 

وفي خلاصة اجتماع الثلاث ساعات في البياضة، ان الرئيس المكلف يعد لائحة وزارية من 24 وزيرا، (ثلاث ثمانيات)، تمهيدا لتقديمها الى الرئيس ميشال عون، الذي عليه ان يوقعها او يرفضها، وان يصوت نواب التيار على الثقة بها في مجلس النواب، وفي حالة الرفض تكون مبادرة بري قد انتهت وجرى تشييعها من دون إقامة مجلس عزاء.

 

لكن النائب علي بزي عضو كتلة التنمية والتحرير أكد لقناة «سي ان ان» الأميركية ان بري مؤمن بنجاح مساعيه، وان مبادرته تهدف الى الحؤول دون الارتطام الكبير بين اللبنانيين.

 

وتقول المصادر ان الصيغة الجديدة للحكومة تراعي الأصول الميثاقية والدستورية، الى جانب الالتزام بقواعد المبادرة الفرنسية.

 

واللافت ان الرئيس عون شكك بإمكانية تذليل العقبات التي مازالت تحول دون تأليف حكومة، تتميز بالتوازن وعدالة التمثيل، ونقلت عنه «النهار» قوله: «بالفم الملآن وللمرة الألف لا أريد الثلث المعطل، انهم يحرفون مواقفنا، ويرفضون الاجتماع برئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية. لدرجة أنهم يرفضون الاعتراف بوجوده، وينكرون عليه حق التسمية، وهذا أمر مثير للريبة.

 

وعن مبادرة بري قال عون: رئيس المجلس أراد مهلة إضافية، ونحن نريد ان نعرف كم الرئيس بري بدو يطول باله…؟

 

وهذا ما جاء جوابه، ربما، من جانب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي رفض تحديد مهلة لتشكيل الحكومة بعد الآن، داعيا الى عدم اليأس مهما طال زمن التشكيل.

 

والراهن ان الوقت الأمني والاجتماعي والمعيشي في لبنان، لا يعمل لمصلحة أحد من الأطراف المعنية، وخصوصا الفريق الرئاسي، الذي بات لا شك يدرك معنى التظاهرات الليلية، وما يرافقها من قطع طرق بالحرائق.

المصدر: الأنباء الكويتية

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *