الأحد , 19 مايو 2024

جعجع في لقاء خريجي مصلحة الطلاب : الراعي بطريرك لبنان وكل إناء ينضح بما فيه

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال لقاء، عبر تطبيق Zoom مع خريجي مصلحة الطلاب في حزب “القوات اللبنانية”، أن قناة “العالم” الإيرانية ذهبت إلى حد اتهام غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبي بـ”العمالة”، في الوقت الذي هم ليسوا فقط مجرد عملاء وإنما مشهود لهم بذلك منذ القدم، ولم ينس أحد منا “Iran-Contra affair” الواقعة الموجودة في جميع كتب العالم ومراكز الدراسات، والتي هي كناية عن أسلحة كانت تنقل من إسرائيل إلى إيران في فترة الحرب الإيرانية – العراقية، وبالتالي فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه أو يتكلم به”.

 

وشدد جعجع على أن “اللغة التي تناولت بها قناة “العالم” الإيرانية بطريركنا غير مقبولة بتاتا، فهو حقيقة ليس بطريرك الموارنة أو المسيحيين وإنما بطريرك لبنان، فمنذ الإستقلال حتى يومنا هذا كان بطريرك بكركي بطريرك لبنان، وكل ما سيق بحقه من قبلهم هو فقط لمجرد أن لديه آراء لا تتلاءم مع تطلعاتهم”.

 

ولفت جعجع خلال اللقاء الذي حضره الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جودة، رئيس المصلحة طوني بدر، رؤساء الدوائر في المصلحة، مكتب المصلحة وحشد من الخريجين، إلى أن “غبطة البطريرك بشارة الراعي لديه مواقف أصبحت معروفة، إن كان في ما يتعلق بحياد لبنان أو بما يتعلق بتدويل القضية اللبنانية، وهذا رأي سياسي يمكن للمرء أن يؤيده أو أن يكون ضده، باعتبار أن كل فرد منا لديه كامل الحرية في أن يؤيد ما هو يريده، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على قناة “العالم” الإيرانية، حيث تبين لنا أنها ليست بقناة كما أنها لا علاقة لها بالعالم أساسا”.

 

وتابع : “لقد نشرت قناة “العالم” الإيرانية منذ بضعة أيام تعليقا على البطريرك الراعي لا يمت بصلة بمواقفه، وهو كناية عن تهم وتهجمات شخصية لا علاقة لها بالواقع، إلا أنه وبالأحوال كافة فالأنظمة الشمولية تباعا، منذ ما قبل أيام ستالين حتى، لطالما تلجأ إلى أساليب مماثلة وهي تفتقر للمنطق ولا تعمد إلى مقارعة الحجة بالحجة، وإنما تذهب مباشرة للهجوم بالشخصي على أي شخص من أصحاب الآراء التي لا تروق لها”.

 

وقال: “لقد خلصت “قناة “العالم” في تعليقها على البطريرك إلى أنه يقوم بما يقوم به لأنه يريد التطبيع مع إسرائيل، في الوقت الذي لم يتطرق البطريرك بشارة الراعي إلى مسألة التطبيع في أي من الأحاديث والتصاريح والآراء التي سمعناها عنه، أو حتى في كل ما تسرب عن بكركي من معطيات، في حين أنه بطبيعة الحال ضد التطبيع، لا بل أكثر من ذلك، ففي بعض المرات كان يحكى في هذه المسألة من قبيل الصدفة وكان موقفه رافض للتطبيع في الوقت الراهن قبل حل القضية الفلسطينية، شأنه شأننا جميعا، إلا أن قناة “العالم” الإيرانية خلصت إلى عكس ذلك تماما لا بل أكثر من ذلك ذهبت إلى حد اتهامه بـ”العمالة” في الوقت الذي هم ليسوا فقط مجرد عملاء، وإنما مشهود لهم بذلك منذ القدم، وكل إناء ينضح بما فيه، لم ينس أحد منا “Iran-Contra affair” الواقعة الموجودة في جميع كتب العالم ومراكز الدراسات والتي هي كناية عن أسلحة كانت تنقل من إسرائيل إلى إيران في فترة الحرب الإيرانية – العراقية، وبالتالي فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه أو يتكلم به”.

 

اضاف:” لهم الحرية في أن يكون لديهم التطلعات التي يريدونها إلا أنهم ليسوا أحرارا أبدا في اختلاق التهم بحق الناس جزافا وخصوصا على مقامات رفيعة وتاريخية بهذا القدر”.

 

من جهة أخرى، تمنى جعجع على الخريجين أن يقوموا جميعا بتسجيل أسمائهم عبر منصة وزارة الصحة وألا يتأخروا بذلك بالرغم من صغر أعمارهم، “وعندما يأتي الدور إلى الأعمار المماثلة لأعمارهم، يجب أن يذهبوا لأخذ اللقاح، باعتبار أن هذه ليست فقط مسؤولية شخصية وإنما مجتمعية، كي نتمكن في وقت قريب في لبنان من اكتساب المناعة المجتمعية اللازمة، بالرغم من أن الواقع يظهر أنه لن يكون قريبا انطلاقا من تصرف وزراة الصحة”.

 

وأوضح جعجع أننا “نمر في ظرف صعب جدا، والحقيقة أن هناك أمرا واحدا أسوأ من الصعب، وهو عندما يكون الوضع مقرفا للغاية، فنحن وضعنا اليوم مقرف وليس فقط صعب، فكيف ما مال بنظره الشخص يرى المصائب والويلات: الطرقات، الكهرباء، المياه، المسؤولين، التصاريح اليومية، المعيشة، العملة الوطنية، وفي هذه الفترة نرى وزارة الصحة التي وضعت خطة للتلقيح والتي كان لديها كل ظروف النجاح وحتى صندوق النقد الدولي أعطانا المال وقمنا بشراء مليون وسبع مئة ألف طعم “Pfizer” وهذا الأمر ليس بقليل أبدا، وقام صندوق النقد بوضع البروتوكول الذي يجب أن تقوم على أساسه وزارة الصحة بهذا الأمر، إلا أن هذه الخطة أصبحت اليوم في خبر مئة ألف كان، فنحن لم نتمكن حتى من تطبيق مجرد خطة على هذا الحجم بإدارة وزارة الصحة”.

 

وتابع جعجع: “حتى يومنا هذا قامت الوزارة بتلقيح قرابة الأربعين ألف شخص، في حين أنه كان من المفترض ان نلقح قرابة المئة ألف شخص أسبوعيا لنتمكن من تلقيح كامل الشعب في وقت معقول لنكتسب المناعة المجتمعية المطلوبة، إلا أن ما منعنا عن ذلك هو “خنفشاريتنا”، وفي هذا الإطار هناك مثل لبناني يعبر أكثر وهو أن “التلم الأعوج من الثور الكبير”، وبالتالي دولة برمتها كذلك “خنفشارية بخنفشارية بخنفشارية” ولا أحد يدرك ما هو موقعه، وما هي مهمته ليقوم بها كما يجب وعلى أفضل ما يكون، والأمور تنسحب على هذا النحو من رئيس الجمهورية والحكومة، وأكثرية مجلس النواب نزولا إلى جميع إدارات الدولة، لذا أصبح كل شيء في البلاد “خنفشاري” على ما نرى، فاللقاحات مؤمنة وصندوق النقد الدولي تبرع بها وسنحصل على المزيد، فمنذ أيام تبرعت لنا الصين بخمسين ألف لقاح، إلا أن الخطة وعلى ما يتم تطبيقها لن تتمكن من تلقيح الشعب اللبناني قبل العام 2025 بحسب تقديرات مرصد مراقب في الجامعة الأميركية، والأهم هنا هو أننا إذا ما استمرينا على هذا المنوال فخلال هذه الفترة سيكون قد ظهر عشرة آلاف متحول جديد من الوباء،، الأمر الذي سيحتم الحاجة للقاحات مختلفة عن التي تعطى اليوم، وبالتالي ستكون سرعة المرض أكبر بكثير من سرعة تطبيبه”.

 

واستطرد جعجع: “في البلدان التي تحترم نفسها وشعبها نرى أنها وصلت اليوم إلى نسبة 80% من شعبها ملقح إما البعض الآخر فوصل إلى نسب كـ 70 و50 و30 و20، وهذا ما يدل على مدى صعوبة الوضع الذي نعيشه الذي أصعب ما فيه هو أننا من جهة نجد أن الأفق مغلق فيما إذا ما نظرنا إلى الجهة الأخرى نرى الوضع “الخنفشاري” القائم وهذا ما يوصلنا إلى أن الوضع مقرف”.

 

ولفت جعجع إلى أن “القرف أصعب من الصعوبة لسبب أنه على سبيل المثال إذا ما كان أمامنا صخرة علينا إزاحتها، يمكننا ان نستجمع قوانا لنرى كيف نقوم بذلك، إلا أن الأوضاع المقرفة فهي ببساطة مقرفة، واليوم كيفما نظرنا في لبنان، نجد الأوضاع على هذا النحو إلا أننا وبالرغم من ذلك، فنحن لن ندع هذا الأمر يقف أمامنا وسنقوم في كل يوم باستجماع قوانا من أجل أن نستطيع إكمال المسيرة والقيام بالمهام المطلوبة منا”.

 

وكان جعجع قد استهل كلمته بتوجيه تحية لرئيس المصلحة طوني بدر ورئيس مكتب الخريجين فيها جو مايك حشاش، مشيرا إلى ان “مكتب المصلحة خلال العام المنصرم عمل بشكل وكأن ليس هناك أزمة في البلاد، لا أزمة اقتصادية – مالية ولا أزمة معيشية ولا أزمة انفجار المرفأ ولا حتى أزمة “كورونا”، في حين أنني أدرك تماما مدى صعوبة التصرف والتحرك في هذه الظروف التي نمر بها، ولهذا السبب تحديدا أود أن أتوجه بالتهنئة للشباب جميعا ولرئيس المصلحة ومكتبها، كما للأمين المساعد لشؤون المصالح والهيكلية الحزبية ككل، كما أود أن أتوجه بالتهنئة لكم أنتم، أيها الخريجون، لوجودكم معنا اليوم لأن هذا الأمر ينم عن أمور عدة”.

 

وتخلل اللقاء كلمة لرئيس المصلحة طوني بدر، استهلها بشكر رئيس الحزب باسم مصلحة الطلاب والخريجين على هذا اللقاء، وقال: “بالرغم من التطورات السياسية المتسارعة أصريت على لقاء الطلاب وليس فقط التوجه لهم برسالة مصورة، وأوصي الخريجين بالتزام جميع الإجراءات الوقائية في هذه الفترة العصيبة، كي يحموا أنفسهم وعائلاتهم باعتبار أن علينا مسؤولية جماعية في ان نساهم في حماية هذا المجتمع، لذا يجب أن تتوجهوا فورا لتسجيل أنفسكم وأهلكم على المنصة الإلكترونية من أجل الحصول على لقاح كورونا”.

 

ولفت بدر إلى أنه “منذ سبعة أشهر وقع انفجار في بيروت هز الدنيا، ويومها وكما في كل يوم من تاريخكم ولأنكم قواتيون فعليون، اعتبرتم أن إغاثة الناس ومساعدتهم هو واجبكم فقمتم بافتراش طرقات العاصمة واستمريتم على مدى أشهر تقومون بعمل لا يمكن لشيء أن يحركه سوى إيمانكم بهذه القضية وهذا المجتمع”.

 

وتابع : “أنا قصدت البدء من كورونا والمرور على عملكم التطوعي في بيروت لمساعدة أهلها لأقول إن هذه هي هويتكم الحقيقية، فأنتم قواتيون لأن القوات لا تشبه أحدا، ولأنها تتعاطى السياسة من ميزان الحق والباطل وليس من ميزان الربح والخسارة، ولأنها مدرسة الخير العام، على ما يقوله الدكتور جعجع، وليست مدرسة المكيافالية السياسية، هكذا كنتم في صفوفكم وجامعاتكم وخلاياكم ووحداتكم الحزبية الضيقة، وأنا ملء الثقة أنكم ستبقون كذلك. هكذا حملتم اسم القوات والمنتسب إلى حزب القوات، على ما يقوله الدكتور جعجع، ليس مجرد حزبي وإنما هو رسول لهذه القضية لذا أدعوكم للإستمرار في نضالكم لتكونوا رسل هذه القضية في مجتمعاتكم المحلية في قراكم ومدنكم وأحيائكم ومصالح وأجهزة القوات لأنه وبالرغم من الظروف الصعبة التي مرت علينا هذه السنة إلا أنني استطعت أن ألمس بشكل مباشر ثقة القيادة القواتية بمصلحة الطلاب ومدى أهمية تنظيم وتنشئة حركة طلابية واعية، وهذا الأمر يلقي على كاهلنا مسؤولية كبيرة بحيث أننا لن نتمكن من النجاح سوى من خلالكم ومن خلال نشاطكم وحركيتكم”.

 

وختم: “إن هدف مصلحة الطلاب الأساسي هو بالإضافة إلى تنشئة جيل واعد، فهو تحضير هذا الجيل للإنتقال إلى المناطق والمصالح كي نتمكن معه ومع رفاقنا في المناطق والمصالح أن نبني مستقبل القوات، فمبروك تخرجكم ولو بظروف صعبة ووطن ينهار إلا أننا نحن من سنقوم بإعمار هذا البلد مجددا”.

 

من جهته، لفت رئيس مكتب الخريجين جو مايك حشاش إلى أن “الجميع كانوا يتمنون أن يأتي هذا اللقاء بظروف مغايرة وأن نجتمع وننظم احتفالا على ما اعتدنا القيام به في السنوات السابقة إلا أنه وبالرغم من كل الظروف أصرينا على إجراء اللقاء حتى لو عبر تطبيق “Zoom” من أجل ان نفسح لكم المجال لمناقشة هواجسكم إن على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، كما لنؤكد أننا سنبقى دائما إلى جانبكم كمكتب خريجين وسنقدم لكم المساعدة على قدر الإمكانات”. وشكر لرئيس القوات اهتمامه الدائم بالشباب والخريجين.

 

وأدارت اللقاء رئيسة مكتب العلاقات العامة في مصلحة الطلاب غنوة غريب، التي كان لها كلمة افتتاحية قالت فيها: “أريد أولا ان أشكركم جميعا على وجودكم معنا اليوم، كما أود أن أهنئكم على إنهائكم المرحلة الأولى المهمة جدا من تحصيلكم العلمي، وأتمنى لكم كل التوفيق في المرحلة المقبلة إن كانت أكاديمية أو على الصعيد المهني”.

 

 

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *