رأى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول ان “المشكلة في قانون الانتخاب، اننا نريد الميثاقية والمناصفة العادلة”، مشددا على انه “لا يمكن ان يكسروا ارادتنا وكرامتنا، نحن سننتصر بمشروعنا كما انتصرنا وحررنا كلنا لبنان”، مؤكدا “اننا لسنا بطائفيين، نحن مشرقيون والمشرقية تقوم على المسيحية والإسلام”.
وخلال رعايته حفل افتتاح المبنى الجديد لبلدية عين الريحانة، قال رفول: “ان البلدية في البلدان المتطورة هي حكومة محلية منتخبة لا معينة، صاحبة سلطات تقريرية وتنفيذية تعنى بتطور المدينة او البلدة وتسهل شؤون المواطنين، تضع الخطط التجميلية للشوارع والأبنية وتحافظ على البيئة والنظافة والسلامة العامة وتمنع التعديات على الاملاك العامة والخاصة. لقد أنشئت اول بلدية في لبنان في دير القمر سنة 1864 وبعدها في بيروت سنة 1867، فعل الرئيس الراحل الياس سركيس دور البلديات ونظم شؤونها”.
اضاف: “ان مسؤولية الدولة اللبنانية الادارية اتجاه البلديات موجودة، ولكن واجبات الدولة اللبنانية اتجاه البلديات واعطائها حقوقها من الموارد الوطنية خاضعة لمزاجية المسؤولين، والبلديات تعاني من وضع يد الدولة على المخصصات المحقة لها. ان المفتاح الذي يخرجنا من قمقم التلاعب بالاموال العامة للبلديات ويوقف هذه المهزلة هو تطبيق اللامركزية الادارية، الذي يعطي للبلدية الحق بممارسة سلطاتها وتفعيل عملها لتلبية طلبات المواطنين في أماكن سكنهم”.
وتابع “لقد رفع الوزير زياد بارود راية اللامركزية، ولكن لم يتجاوب معه من كان يجب ان يتجاوب، قال احد النازحين يوما: لان جبل لبنان يقدم للدولة ضرائب تساوي كل ضرائب المناطق اللبنانية مجتمعة او اكثر. نحن نقول اذا كان هذا الامر صحيحا وهو صحيح بالتأكيد، فالضرائب هي للبنانيين وليست لفئة معينة، ولكن باللامركزية الادارية نريح الناس، وتستطيع بلديات هذه المنطقة ان تأخذ حصصها من الضرائب ولا تخضع للكيدية والاسنتسابية كما تعامل البلديات منذ التسعينات وحتى اليوم”.
وتمنى ان “يكون تدشين البناء الجديد نقلة نوعية وانطلاقة متجددة لجعل عين الريحانة نموذجا يحتذى به في لبنان”.
وفي موضوع قانون الانتخابات، قال: “في المؤتمر الاخير في باريس مع العماد ميشال عون، قال لنا انه قريبا سيتحرر لبنان وسنعود اليه، ووصيتي الاولى لكم ان تنفتحوا على كل اللبنانيين والأحزاب والطوائف، لان المدماك الاول لبنان الوطن هو في تعزيز وحدتنا الوطنية ونثبتها”.
أضاف “عدنا في 2005، وكل فئة خاضت الانتخابات، واعتبرنا ان الاختلاف في شأنها لا يؤدي الى خلاف وطني، فتحنا حوارا مع كل الأفرقاء او معظمهم، كان التوفيق من نصيبنا حينا ولم نتوفق في احيان اخرى. التفاهم الاول كان مع حزب الله على عشرة بنود مكتوبة، لاننا ارتأينا انه يجب ان يكون هناك إجماعا على دور المقاومة الى جانب الجيش، لانه قبل وبعد عودتنا كان جميع اللبنانيين يزايدون على وقوفهم الى جانب المقاومة في لبنان، وطبعا من كانوا في الحكم لم يوافقونا الرأي. عرضنا تفاهمنا (مع حزب الله) على كل اللبنانيين ولكنه رفض، استمرينا في إقامة التفاهمات فذهبنا الى الدوحة في العام 2008 وغيرنا قانون غازي كنعان، وحررنا نحو 14 قضاء، واتفقنا حينها جميعنا في الدوحة، ان هذا اخر قانون نخوض فيه الانتخابات. وخضنا الانتخابات في العام 2009 ، وقال حينها دولة الرئيس بري انه في اول جلسة لمجلس النواب سوف تكون مخصصة لمناقشة قانون جديد وإقراره”.
وتابع “نحن اليوم في 2017، تم عرض صيغ عدة منها الاورثوذكسي، الذي جرت مناقشته في اللجان المشتركة ووافقت علية الأغلبية ولكنه لم يطرح في مجلس النواب. في حكومة ميقاتي اتفقنا على النسبية في 13 دائرة ثم جرى تعديل عليها في الصرح البطريركي، وأصبحت 15، وقلنا حينها نحن موافقون. ثم طرح موضوع القانون المختلط من قبل القوات اللبنانية وتيار المستقبل والاشتراكي لكنه لم يطرح في مجلس النواب، ومن ثم طرح الرئيس بري القانون المختلط الجديد مع تأهيله”.
وأردف “نحن لم نطرح اي قانون انما كنا نتحدث عن النسبية، نعم قبلنا بالاورثوذكسي عله يحل المشكل في البلاد، حيث يكون بإمكان كل مذهب ان ينتخب نوابه وليس كل طائفة، لم يقل عن هذا القانون في حينها انه طائفي او مذهبي، لم يقل عن اي قانون طرح انه طائفي. عندما جئنا لنناقش هذه القوانين طلبنا نحن والبعض وضع معيار واحد، اكتشفنا ان في كل تلك القوانين ليس هناك من معيار واحد، انما هناك استنسابية، ان فلانا لديه هواجس علينا احترامها، وفلانا علينا ان نؤمن “مطرحا” له، نحن نصنع قانونا للانتخاب ولا نوزع جوائز الترضية لاحد”.
وأوضح “لم يوافقوا على اي من المختلط ولا على النسبية، وجئنا وطرحنا بشخص رئيس التيار نصف مختلط ونصف نسبي وذلك بالاتفاق مع القوات اللبنانية، فقامت القيامة علينا وأصبحنا طائفيين، اود ان أشير هنا الى انهم جميعا قالوا عندما كان هناك فراغ في رئاسة الجمهورية فليتفق المسيحيون، بعدها صلبونا في الاعلام مع القوات اللبنانية، انكم انتم من يعطل البلد ويخربه، قال الرئيس بري انه سيذهب ركضا الى المجلس النيابي عندما يتفق التيار مع القوات. كذلك الامر دولة الرئيس سعد الحريري قال اتفقوا ونحن نحل الامر وننتخب رئيسا، وعندما اتفقنا “الله ما خلقنا” ولم نفهم السبب، في حين كانوا هم يشجعوننا على الاتفاق مع بعضنا. عملنا وفاق في الرئاسة وأردنا تأليف حكومة وحدة وطنية ومن لم يدخل اليها هو لم يشأ ذلك، واتفقنا على البدء بالمشاريع، كان النفط والغاز معطلين، وحين اقرينا بدأوا بقانون الانتخاب”.
وأكد “كي نستطيع بناء دولة علينا ان نثبت الامن، ان الامن عندنا نشكر الله وضعه جيد ويتحسن يوما بعد يوم، واوجه هنا تحية الى الجيش اللبناني”.
وإذ سأل “ما المشكلة في قانون الانتخاب انه نريد الميثاقية والمناصفة العادلة؟”، أكد أن “هذا الامر موجود في الطائف ولم نخترعه، ان الوطن لا يقوم من ميثاقية ومواصفة اذا ما اختل هذا الموضوع يختل كل البلد. من لا يريد هذا الموضوع فليقل لنا ذلك، نحن نريد الوطن والوحدة الوطنية نريد لبنان لكل أولاده. ان لبنان كما جاء في السينودس هو رسالة انه اكبر من وطن، انه رسالة مسيحية إسلامية، نحن مشرقيون والمشرقية تقوم على المسيحية والإسلام ولسنا بطائفيين ولم نكن يوما، لقد تربينا في كنف الجيش اللبناني وتعلمنا منه الشرف والتضحية والوفاء، نحن خرجنا من رحم المعاناة بقناعات ممزوجة بالدم والعرق ونحن فخورون بتاريخنا. نحن لا يقال لنا طائفيون، والا حينها يكون هناك شيء ما خاطئ يحضر للوطن”.
وقال: “لا يمكن ان يكسروا ارادتنا وكرامتنا، نحن سننتصر بمشروعنا كما انتصرنا وحررنا كلنا لبنان، ان قبرص قسموها خلال عشرين يوما، اما لبنان فلم يستطيعوا ذلك منذ 1975، لأنكم انتم لا تريدون ذلك وليس السياسيين. نحن متعلقون كمسيحيين بهذه الارض، لان المسيح تجسد فيها وتحت هذه التراب هناك أحبة وقديسون، انها جزء من ايماننا. ان الارض من شعبها “سايبة” والشعب من الارض هو مهجر، نحن لا نريد تسييب ارضنا والهجرة منها. ان الصراع اليوم هو سياسي وليس عسكريا ومن يهدد بالعسكر نقول له ان الحرب انتهت، لدينا جيش وقوى امن ودولة لا يمكن لاحد ان يمد يده على الاخر، نحن اليوم حين نطالب بالميثاقية لا ناخد من احد حقوقه، نحن نقول بكل وضوح وفخر واعتزاز، نحن مع المناصفة وكل شخص يأخذ حقه بمعيار واحد، لا تخصخصوا القوانين فجميعنا ان كنا مسيحيين او مسلمين لدينا الهواجس، كلنا لدينا الحقوق. اتفقنا على العيش سويا بالميثاقية والمناصفة وهذا ما نريد تحقيقه”.
وكان حفل افتتاح البلدية قد استهل بالذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة الخلاص، ترأسها ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس روحانا وعاونه كاهن الرعية الأب جوزف روكز والأب ميشال جبور، وشارك فيها النائبان انطوان زهرة ونعمة الله ابي نصر، الوزير السابق زياد بارود، النائب السابق منصور البون، قائمقام كسروان الفتوح بالانابة جوزف منصور، رئيس اتحاد بلديات المنطقة جوان حبيش، العميد المتقاعد شامل روكز، رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمت افرام، ممثلو القيادات الامنية والعسكرية والأحزاب، رئيس بلدية عين الريحانة فانسون بستاني واعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وأهالي البلدة.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران روحانا عظة، رأى فيها ان “البناء الجديد للبلدية هو مدماك جديد في بناء المصلحة العامة في هذه المنطقة”، داعيا الى “الاتكال على الرب القدير الذي يقوي إرداتنا الضعيفة”.
ثم ألقى عريف الحفل بسام براك كلمة بالمناسبة، بعدها تحدث رئيس البلدية فانسون بستاني عن مراحل بناء المبنى الجديد، شاكرا “كل من ساهم في هذا الإنجاز”، مشيرا الى انه “سيكون مركزا ثقافيا واجتماعيا جامعا لكل شباب وأهل وسكان البلدة”.
كما تم عرض فيلم وثائقي عن البلدة وتوزيع الدروع التكريمية، من ثم انتقل الجميع الى المبنى الجديد، حيث رش روحانا المياه المقدسة على عتبته، وبعدها قص الشريط الأحمر وجال الجميع في ارجاء البلدية، ثم كان حفل كوكتيل