السبت , 27 يوليو 2024

ندوة لمركز ايليت وجمعية سنابل النور عن الفرز من المصدر ومخاطر تفاقم ازمة النفايات

نظم مركز “إيليت للثقافة والتعليم” في مقره في طرابلس وبالتعاون مع جمعية “سنابل النور” في إطار دعمها لمشروع “الفيحاء تفرز”، ندوة بعنوان “الفرز من المصدر ضرورة مش خَيار”، في حضور حشد من الهيئات والجمعيات النسائية والتربوية والإجتماعية.

كمالي
وألقت رئيسة مركز “إيليت” إيمان درنيقة كمالي كلمة قالت فيها: “إن لاجتماعنا اليوم هدفا ساميا ونبيلا وهو تسليط الضوء على موضوع الساعة، على قضية النفايات التي تعدت أن تكون مشكلة قلة نظافة او أوساخ منتشرة أو روائح كريهة لتصبح خطرا يهدد حياتنا وكارثة صحية وبيئية حتمية وداهمة، فنحن نرى كيف أن قضايا البيئة تتزاحم بكثافة غير معهودة على المشهد اللبناني، لتصبح شغل الناس الشاغل والحديث الأساسي الذي تتناوله معظم المجالس”.

أضافت: “بالرغم من أصوات الغضب والرفض والاستنكار والاستياء، إلا أن أزمة جبل النفايات في طرابلس لا تزال تتفاقم يوما بعد يوم وتنتج مزيدا من السموم وتهدد بمصير بيئي لمدينة طرابلس. وأمام هذا الواقع المأزوم، لا بد لنا من أن نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: هل سنقبل أن تغمر طرابلس بنفاياتها؟ هل سنترك جبل النفايات ينفجر ونتكل على العناية الالهية فقط لمعالجة هذه المشكلة؟ أليس هناك ثمة دور على عاتق كل منا لوضع حد لفوضى المكبات العشوائية؟”.

وقالت: “أمام كل هذه السلبيات، شعاع أمل يشرق أمامنا، فكما تفرز كل سيدة الثياب المتسخة قبل غسلها وتفصل الأبيض عن الملون والقطن عن الصوف كذلك يجب ان تعمم ثقافة الفرز عند التعاطي مع النفايات لأن الخسارة من عدم الفرز هنا ليست قطعة ثياب بل صحتنا وحياتنا لذا لنشدد على ان الفرز من المصدر ضرورة وليس خيارا ابدا”.

الأشقر
وتحدثت العضو في “جمعية سنابل النور” ناديا حلاب الأشقر فأكدت “اهمية “مشروع الفيحاء تفرز” لأنه وبكل بساطة ليست كل نفاياتنا للطمر فأكثر من 30% منها نستطيع استعادته كمواد أولية وإعادة تدويره وكثير من العبوات البلاستيكية والمعدنية وعدد كبير من المغلفات الكرتونية تنتج من عاداتنا الاستهلاكية، وهذا المشروع وضع البنية التحتية لاسترداد هذه المواد وايصالها الى مصادر اعادة التدوير”.

أضافت: “منذ حوالى السنة تقريبا، وفي محاولة للتصدي لأزمة النفايات، تضافرت جهود بعض الجمعيات ومنها جمعية سنابل النور مع رؤية تبنتها السلطة البلدية كخطوة اساسية لحل مشكلة النفايات وهي خطوة الفرز من المصدر، وانتجت هذه الشراكة وبدعم من ال UNDP وبلديات كاتالونيا وال USAID مشروع الفيحاء تفرز الذي يثبت خطواته يوما بعد يوم والذي يتجسد من خلال إنجازات منها 35 نقطة فرز في ارجاء طرابلس وضواحيها على شكل مستوعبات كبيرة حمراء لفرز البلاستيك والتنك، زرقاء لفرز الورق والكرتون، و30 نقطة فرز في 30 مؤسسة تربوية بين رسمية وخاصة على شكل أقفاص لفرز البلاستيك والتنك حيث تم جمع 232 طنا من المفرزات النظيفة والتي بيعت بمبلغ 18200 دولار وأمنت معاشات لستة موظفين بدوام جزئي”.

وأشارت إلى “إرتفاع عدد المشتركين في خدمة نقل المفرزات إلى 300 مشترك بين منازل ومؤسسات، وافتتاح شارعين نموذجين: شارع عشير الداية بطرابلس وشارع بورسعيد في الميناء، وتجهيز نقطتين لاستقبال مفرزات متعددة مثل الزجاج، النفايات الالكترونية، زيت القلي وغيرها والتي ستفعل خلال شهرين تقريبا ونشر صفحة فيسبوك “الفيحاء تفرز”.

فوال
كما تحدثت الإختصاصية البيئية في جامعة المدينة ميرا فوال فقالت: ” عام 2014، كان لبنان يحتل المركز ال 24 حسب المؤشر البيئي العالمي اي انه كان يأتي في المرتبة الرابعة والعشرين عالميا. أما اليوم في سنة 2019 فقد أصبح لبنان يحتل المركز السادس في نسبة التلوث عالميا، والسبب يعود الى إغلاق مطمر الناعمة عام 2015 وعدم ايجاد حل بديل من قبل الدولة للتعامل مع النفايات. أما السبب الثاني الذي أدى الى تفاقم ازمة النفايات فيعود إلى اسباب منها الكثافة السكانية والنقص في الثقافية البيئية، والفساد. ففي سنة 2015، وصل وزن النفايات الى 160000 طن وكل شخص يخلف يوميا حوالي كيلو من النفايات واما نتائج هذه الأزمة فتنعكس على صحتنا وعلى اقتصادنا، فالنفايات تحتوي على ميكروبات وباكتيريا وتنشر في الهواء غازات سامة كثاني اوكسيد الكاربون والميتان وتؤدي الى امراض تتراوح في خطورتها من الحساسية وتصل حتى الى سرطان الرئة. اما بالنسبة للاقتصاد فذلك سيؤثر سلبا على السياحة في البلد”.

عن editor3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *