السبت , 20 أبريل 2024

الحريري: نحن ضد سلاح حزب الله وضد ذهابه إلى سوريا ولم نساوم على المحكمة الدولية والتسويات التي قمنا بها لمصلحة البلد

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه ما زال “ضد سلاح حزب الله وضد ذهابه إلى سوريا”، وأنه “لم يساوم على المحكمة الدولية”، محذرا من “التشكيك باعتدال تيار المستقبل”، موجها كلامه إلى “من يحاول أن يقول إننا تيار نقيم تسويات يمينا ويسارا”، بالقول: “إننا تيار يقوم بتسويات من أجل البلد، للوطن للبنانيين، وليس لمصلحة سعد الحريري”.

وقال: “نحن لم نساوم على المحكمة الدولية، ولا أي موقف في ما يخص ذهاب حزب الله إلى سوريا، نحن ضده، وهم يعرفون أننا ضده. نحن لم نساوم على سلاح حزب الله، هم يعرفون أننا ضده، ولكن اتفقنا على ألا ندخلكم جميعا ومعكم البلد بمشكل اقتصادي وسياسي”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الحريري خلال مأدبة إفطار أقامتها منسقية تيار “المستقبل غروب اليوم، في مطعم الأمراء في بلدة سير الضنية، في حضور نائبي المنطقة الدكتور أحمد فتفت والدكتور قاسم عبد العزيز ورجال دين وشخصيات وحشد من المدعوين.

واستهل الحريري كلمته، بالتعليق على الهجمات الإرهابية التي ضربت لندن ليل أمس، فقال: “بالتأكيد، سمعتم جميعا بما حصل بالأمس في بريطانيا، وأنا أود أن أدين باسمكم جميعا الاعتداء الإرهابي المجرم، الذي وقع في بريطانيا. أدينه لأن هناك دائما محاولات لوضع الإسلام على أنه دين إرهاب. ففي أعين الغرب اليوم، حين يرون مثل هذه الأعمال تقع، فإن هذه هي الصورة، التي تحاول داعش وكل التنظيمات المتطرفة تظهيرها عن الإسلام، فيما الإسلام ليس على هذه الصورة. كلنا يعرف أن الإسلام بريء من أي عمل إجرامي، لأن الإسلام هو إسلام شهادتي لا إله إلا الله محمد رسول الله وليس القتل”.

أضاف “مرة جديدة، رمضان يجمعنا على الخير والرحمة والمحبة الدائمة بإذن الله. ومرة جديدة، أنا فخور أن أزور هذه المنطقة العزيزة على قلبي، وأن أكون بين أهلي الطيبين، أهل الضنية. فشكرا لكم على هذا الإفطار”.

وتابع “منذ سنة، كان لنا لقاء رمضاني، وكان الحديث كله عن الحرمان المزمن الذي يعانيه الشمال إجمالا، وتعانيه هذه المنطقة بشكل خاص. وكان رأيي، وما زال، أن هذه المنطقة شبعت وعودا، وتحتاج لرؤية أعمال تنجز خاصة في البنى التحتية والخدمات الأساسية. وكان من أول قراراتي في رئاسة الحكومة تشكيل لجنة فنية لتنسيق الخدمات بالمناطق، تضم ممثلين عن كل الوزارات والإدارات العامة المعنية بالمناطق وبحاجاتها والمشاريع فيها. وكنت حريصا على أن أحضر شخصيا اجتماع اللجنة، الذي كان مخصصا لمحافظة الشمال، والجزء المتعلق منه بمنطقتكم”.

ولفت إلى أن “الأولويات صارت معروفة، والعمل جار لإيجاد التمويل وإطلاق المشاريع الجديدة. لكن والحمد لله، هناك حاليا مجموعة مشاريع قيد التنفيذ أو أنجزت تفيد الضنية وترسي الأسس للتنمية فيها وإيجاد فرص العمل خصوصا للشباب.

– طريق الضنية – الهرمل جار تنفيذه في المرحلة الثانية، التي تشمل جسرا ليس له مثيل في الشرق الأوسط، بين سد بريصا وسير الضنية، وهو سيكون أعلى جسر في لبنان بارتفاع 240 مترا. وأهمية هذه الطريق أنها جزء من الطريق الذي يربط مرفأ طرابلس بالهرمل وصولا إلى الداخل السوري، إضافة إلى أنه يربط قرى الضنية ببعضها.
– وحاليا يجري تأهيل سير – طرابلس، وهو مشروع تقرر في حكومتنا الأولى سنة 2010، لكن تأخر تنفيذه حتى اليوم، لأنه لم يتأمن التمويل اللازم له إلا هذه السنة!.
– المياه في هذه المنطقة أولوية، وجار حاليا تلزيم مشروع بقيمة 5 مليون يورو قدمت هبة من الدولة الإيطالية، لتحسين وصلات المياه للمنازل بقرى الجرد وقرى الساحل، من نبع السكر ونبع الزحلان. ونسعى إلى تأمين 10 مليون دولار لحماية أرض سد بريصا، الذي هو سد حيوي لتأمين المياه لكل المنطقة.
– الضنية منطقة زراعية، وأنا أعرف أن مزارعي التفاح بشكل خاص عانوا من كساد الموسم بسبب صعوبات التصدير. وقد تم تقديم دفعة أولى من التعويضات لهم، وأعلم أيضا أن المبالغ التي وصلت ما زالت غير كافية، ونعمل لتأمين دفعة ثانية بأسرع وقت بإذن الله.
– وفي مجال الصحة، الحمد لله أن المستشفى الحكومي يقوم بعمل ممتاز لخدمة أهلنا في الضنية، وأعلم أن له ديونا كثيرة في ذمة الدولة، وهذه قضية من بين أولويات المعالجة، ليتمكن من تقديم الخدمات الصحية، بعدما بقيت الضنية لوقت طويل محرومة من المستشفى.
– وبجهود نواب المنطقة، الدكتور أحمد، والدكتور قاسم، اللذين أحييهما، اتخذ قرار بفتح مكتب للضمان الاجتماعي بالضنية، يسهل كثيرا حياة المواطنين ومعاملاتهم ويخفف عنهم مشقة الانتقال.
– أخيرا أعلم أن هناك مناطق في الضنية تعاني من ضعف التغذية بالخلوي، وقد تحدثت إلى وزير الاتصالات جمال الجراح، الذي طلب من الشركات تركيب الأعمدة اللازمة، وإن شاء الله خلال شهرين تكون الضنية كلها مغطاة بالخلوي”.

وقال: “لأن التنمية ليست فقط مسؤولية القطاع العام، أود أن أوجه تحية خاصة لمشروع يقوم به القطاع الخاص في الضنية، سيكون له برأيي أثر إيجابي كبير على النمو الاقتصادي وفرص العمل بالمنطقة، وهو مشروع التلفريك والقرية السياحية وإقامة محطة تزلج ستكون الأعلى بلبنان في جبال الأربعين”، معتبرا أن “هذا المشروع حلم للضنية منذ سبعينات القرن الماضي، وهذا مشروع كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري من أكبر المشجعين له، ونحن بإذن الله مستمرون بتشجيعه إلى أن يصير حقيقة واقعة”.

أضاف “منذ يومين قلت إننا دائما أمام خيارين: إما أن نبقى ننظر إلى الخلف ونتأسف على غياب الإنماء المتوازن في السنين الماضية، وإما أن نقرر أن ننظر إلى الأمام ونعمل للتنمية وفرص العمل والتحضير للمرحلة المقبلة. والمرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، التي سيكون للشمال كله ومنطقتكم من ضمنه، دور أساسي فيها، وسيلعب دور الرافعة للنهوض الاقتصادي في كل لبنان. وأنتم يا أهلي وأحبائي في الضنية، بقيتم دائما متمسكين بمشروع الدولة، بالاستقرار، بالاعتدال وبالعيش المشترك، وواجبات الدولة اتجاهكم صارت واضحة، وقد بدأنا بهذه الورشة، وإن شاء الله نبقى دائما معا، نعمل يدا واحدة، لكرامة الضنية وأهلها، ولكرامة لبنان واستقراره ونجاحه ونجاح كل اللبنانيين”.

وتابع “أشكركم مجددا على وقوفكم الدائم مع هذه المسيرة التي استشهد قائدها رفيق الحريري. رفيق الحريري لم يستشهد لأنه لم يكن يريد العيش المشترك. لم يستشهد لأنه كان متطرفا أو لأنه كان يعمل من أجل طائفة واحدة في لبنان. استشهد لأنه كان معتدلا، كان مؤمنا بالعيش المشترك. وحتى اللحظة الأخيرة، حين كان العمل جاريا لإنجاز قانون انتخاب، يومها قال رفيق الحريري اختاروا القانون، الذي تريدون، وأنا سأترشح في الدائرة الأصعب. واليوم أنا قلت الأمر نفسه، وإن شاء الله قانون الانتخاب ينجز ونترشح في الدائرة الأصعب، ولنر”.

وحذر “لا يشككن أحد بتيار المستقبل. تيار المستقبل معروف باعتداله، بتطرفه لاعتداله. أنا إنسان متطرف للاعتدال، وإياكم أن تعتقدوا أن الاعتدال ضعف، بل هو قوة، وإلا لما قتلوا رفيق الحريري. من يحاول أن يقول إننا تيار نقيم تسويات يمينا ويسارا، فإننا تيار يقوم بتسويات من أجل البلد، للوطن للبنانيين وليس لمصلحة سعد الحريري، وهذا ما كان يقوم به رفيق الحريري”.

وأكد “نحن لم نساوم على المحكمة الدولية، ولا أي موقف في ما يخص ذهاب حزب الله إلى سوريا، نحن ضده، وهم يعرفون أننا ضده. نحن لم نساوم على سلاح حزب الله، هم يعرفون أننا ضده، ولكن اتفقنا على ألا ندخلكم جميعا ومعكم البلد بمشكل اقتصادي وسياسي”، مشيرا إلى انه “هذا هو الفرق، فمن يحب وطنه يعمل على هذا الأساس ولا يطلق خطابات للجمهور. ما يهمني هو الوطن والبلد، وما يهمني هم الشباب والشابات. ما يهمني هو أن يقوم البلد كما كان يريده رفيق الحريري، ومن أعجبه ذلك جيد ومن لم يعجبه…يبلط البحر. رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

وكان الحريري قد قام في جولة عصر اليوم، زار خلالها النائب قاسم عبد العزيز، الدكتور هيثم الصمد وعبد العزيز الصمد، وقوبل بالترحاب من قبل المواطنين الذين احتشدوا لاستقباله.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *