الأحد , 28 أبريل 2024

جعجع خلال رسيتال الآلام في معراب: كلنا إيمان بأن لا تغيير إلا بإرادة الشعب مهما تصاعدت الضغوط

اشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في ختام رسيتال الآلام الذي أقامه حزب “القوات اللبنانية” في مقره العام في معراب، تحت شعار “كلنا إيمان”، الى “إننا كالعادة، زوجتي ستريدا وأنا، آثرنا إقامة هذا الاحتفال بالرغم من كل الظروف، التي مهما كانت، يجب أن تبقى أجراسنا تدق”.

 

أضاف: “الدنيا كانت عابقة وسوداء على الجلجلة، وكان ذلك بالنسبة للكثيرين آخر هذه الدنيا، وهذا الشعور ينتاب الكثيرين في هذه الأيام إلا أنه يجب ألا ننسى أبدا أنه من بعد الجلجلة كانت القيامة”.

 

وتابع: “عندما نكون في نفق مظلم نحن لسنا من الذين يقبعون في مكانهم لمجرد أن العتمة الحالكة تلفهم من كل الجهات، نحن نمشي ونستمر في المشي نحو الأمام ولا ننظر إلى الخلف أو نستسلم وإنما نستجمع كل قوتنا وإرادتنا ونتذكر تضحيات كل من سبقونا لنقوى بها ونبحث عن الضوء مهما كان بعيدا ونركض باتجاهه”.

 

وأردف: “إننا كحزب اختبرنا الآلام والاضطهاد والإلغاء والسجن والتعذيب والتهميش والملاحقة ولا أحد ينتبه إلى ما رافق هذه المظاهر من عائلات جاعت ونامت خائفة، وعائلات عاشت من دون أب أو أم، وعائلات تيتمت. لذلك نحن يمكننا الكلام عن الأمل والنضال والصمود، وأيضا يمكننا أن نقول إصبروا وآمنوا واثبتوا في أرضكم لأن القيامة آتية لا محالة”.

 

وقال جعجع: “كلنا إيمان وإيماننا راسخ على الصخر، ثابت لا تهزه ريح ولا يتزعزع. كلنا إيمان بأن لبنان وطننا وبيتنا وعنواننا الوحيد وسنحفظه برموش العين. كلنا إيمان، بأن قضيتنا قضية حق لأنها قضية شعب ووطن. كلنا إيمان بأن اللبنانيين ولدوا أحرارا وأحرارا سيبقون. كلنا إيمان بأن لا تغيير إلا بإرادة الشعب اللبناني مهما تصاعدت الضغوط. كلنا إيمان بأن اللبنانيين يدركون عند ساعة الحقيقة كيف يميزون بين الصالح والطالح، بين الجيد والسيىء وبين النظيف والفاسد. كلنا إيمان بأن لبنان سيبقى درة الشرق وجوهرة العرب”.

 

أضاف: “كلنا إيمان بأن اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، متساوون في الوطنية ولا فضل للبناني على آخر إلا بمقدار محبته للبنان السيد الحر المستقل. كلنا إيمان بأن لبنان الذي مر بحروب وتجارب ومآس كثيرة سيتجاوز المحنة الراهنة والجوائح على أنواعها من سلطوية ومحورية وسياسية واقتصادية وصحية. كلنا إيمان بأن شهداء انفجار المرفأ وضحاياه لن تذهب دماؤهم هدرا طالما أن وراء حقهم مطالب، ونحن أول المطالبين. كلنا إيمان بأن لا قوة يمكن أن تطمس الحقيقة ولا أحد يمكنه مهما تجبر واستكبر تزويرها. كلنا إيمان بأن الله يساعد من يساعد نفسه ويقاوم ويصمد ويناضل ولا يستسلم لظلم أو لتهويل. كلنا إيمان بأنه إذا كان للباطل يوم فللحق ألف يوم ويوم”.

 

وختم: “كلنا إيمان بأن درب الآلام التي يجتازها اللبنانيون ستقود وطنهم إلى القيامة وأن صليبهم سيتحول إلى علامة انتصار. كلنا إيمان بأن من باعوا أنفسهم وضمائرهم للشيطان ومن خانوا الأمانة ومن غسلوا أيديهم من لبنان واللبنانيين سيكون مصيرهم كمصير يهوذا ولص الشمال. كلنا إيمان بأنه لا بد لهذا الليل الطويل أن ينجلي ولا بد لهذا القيد أن ينكسر. كلنا إيمان بأن الله فاعل في التاريخ ولكن بتوقيته هو ولن تكون في نهاية المطاف إلا مشيئته وكما في السماء كذلك على الأرض”.

 

وحضر الرسيتال الى رئيس “القوات” وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، النواب: بيار بو عاصي، جورج عقيص، ايدي ابي اللمع، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، فادي سعد، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، زياد الحواط وأنطوان حبشي، الوزراء السابقين: مي الشدياق، كميل أبو سليمان، ملحم الرياشي وطوني كرم، النائب السابق أنطوان زهرا، الأمين العام غسان يارد، مستشار رئيس الحزب سعيد مالك، والأمناء المساعدين: مارون سويدي، نبيل أبو جودة ووليد هيدموس.

 

نوايا

وأحيا الرسيتال، الذي نظمته لجنة الأنشطة في الحزب، جوقة “LIVANOS” بقيادة نسرين حصني، وتخللته ترانيم دينية من وحي المناسبة وثلاث نوايا، ألقى الأولى النائب زياد الحواط وقال فيها: “يا رب لا تدع صلاتنا تتعب، صحيح أننا تعبنا انما لن نستسلم. وما تدع الصوم عندنا يبطل فعلا إراديا وإماتة ويتحول الى صوم قسري وموت بطيء. الجوع يدق الأبواب والفقر يتسلل الى البيوت. مثلك نحن يا رب ببستان الزيتون سهارى ولن ننعس، ولبنان معنا وديعة في قلوبنا وبين يديك. نحن أبناء الرجاء والإيمان حتى الشهادة، ولا نخاف شيئا لأنك معنا. كلنا إيمان”.

 

وألقى النية الثانية مستشار رئيس الحزب سعيد مالك، وقال فيها: “درب الآلام أربع عشرة مرحلة في يوم واحد، ودرب آلامنا يا رب مسيرة طويلة نعيشها كل يوم. صليبنا كبير وحمله ثقيل، والفريسيون والمراؤون والعشارون كثر. بيلاطس لا يزال هنا وقيافا يصدر الأحكام بحق شعبه بكامله. آلامك يا رب تختصر نضال كل انسان تجاه السماء، وجرحك عتبة العبور تجاه الحياة في حضن الآب، وصرختك على الصليب صدى صراخنا في وادي الدموع للخلاص الآتي بمعمودية دمك لمغفرة خطايانا. ومع آلامك نستودعك يا رب أرواح شهداء وضحايا انفجار مرفأ بيروت وآلام امهاتهن وأهلهن ليبقوا ذخيرة وذكرى حية برسم الحقيقة ولا يطويها التناسي والنسيان. كلنا إيمان”.

 

أما النية الأخيرة، فألقاها الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون سويدي، وقال فيها: “قيامتك يا رب مثل الماء التي تشق الصخر، مثل الحب الذي يذوب أسوار البغض، ومثل الصوت الذي يكسر صمت التواطؤ وهمس الخيانة. قيامتك ليست فقط انتصار الحياة على الموت، قيامتك تمثل رد الحقيقة على التزوير، ورد الحق على الباطل، وتكريس البطولة حتى الشهادة، في وجه الظلم. نؤمن بك أيها القائم من القبر، نؤمن بك وحدك رب الأرباب وسيد الأسياد. ومعك نبقى ونستمر وننتصر. كلنا إيمان”.

 

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *