الخميس , 25 أبريل 2024

شهيب: رئيس الجمهورية في واجهة الأزمة وحزب الله في الخلفية والضوء الاخضر لم يأت بعد للوصول الى الحل

نظمت مفوضيتا الإعلام والثقافة في “الحزب التقدمي الإشتراكي” لقاء عبر تقنية الفيديو، مع المكاتب الإعلامية وناشطين على مواقع التواصل في وكالات داخلية الحزب في الشويفات والجنوب وعاليه وبيروت، بمشاركة مفوض الإعلام صالح حديفة ومفوض الثقافة فوزي ابو ذياب وعدد من الناشطين والفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في اطار لقاءات تقوم بها المفوضيتين ل”توجيه الخطاب على مواقع التواصل الاجتماعي وضبط لغته بما يتناسب مع أخلاقيات ومبادئ الفكر التقدمي الذي ينص على أهمية الوعي والحرية في احترام الرأي الآخر إلى جانب التأكيد على أهمية استخدام المنابر الإعلامية الافتراضية بمسؤولية تامة وهادفة”.

 

استهل اللقاء بترحيب من أبو ذياب، مؤكدا أن “هذا اللقاء يندرج في إطار الإبقاء على صلة الوصل بين قيادة الحزب ونواب اللقاء الديموقراطي والفاعلين والمؤثرين على مواقع التواصل، بغية توضيح الموقف السياسي بشكل دائم واطلاعهم على كل التطورات، إلى جانب الاتفاق على لغة مشتركة للمواقف والرسائل بعيدا عن التشنج والعصبية الطائفية”. وشدد على “ضرورة الابتعاد عن الشعارات الطائفية، خصوصا أن الحزب الإشتراكي يضم رفاقا من أقصى الشمال إلى الجنوب، ومن مختلف المكونات الوطنية. واكد أن “الحزب وطني بالدرجة الأولى ومهمته الدفاع عن حقوق اللبنانيين بمختلف فئاتهم، لأن الهوية الوطنية هي الهوية الجامعة”.

 

من جهته، أكد حديفة “أهمية استمرار هذه اللقاءات التي توفر التواصل والتفاعل لتظهير موقف الحزب بالصورة المناسبة، وعكسه لكل الحزبيين والمناصرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كونها أصبحت جزءا أساسيا من الإعلام بكل الحركة السياسية”.

 

ثم استعرض شهيب “الوضع السياسي ومواقف الرئيس وليد جنبلاط الأخيرة والمباشرة ضد السلطة السياسية، إلى جانب ملفي تفجير المرفأ وحقوق المسيحيين”، فأكد “أهمية دور التكنولوجيا اليوم التي أنهت عزلة الأفراد بسبب البعد الاجتماعي الذي فرضه وباء كورونا، وأدت إلى خلق ثورة في عالم الاتصال والمعرفة لإيصال المعلومة كما نريد وإلى من نريد وأبقت العالم على تواصل مستمر”.

 

واستشهد شهيب بما ورد في مقال للصحافي سمير عطالله الذي قال: “نريد شيئا أكثر مما يطمح إليه أهل الكهف: ماء وكهرباء وخبز ومازوت”، وهي “جملة تعبر عن حجم معاناة الشعب اللبناني”. واشار إلى أن “الضوء الأخضر لم يأت بعد للوصول إلى حل في هذا البلد الذي يتعذب”. واعتبر أن “بقايا المبادرة الفرنسية تشكل الأمل الوحيد للبنانيين”.

 

وأشار إلى ان “الزيارات السابقة التي تمت بين الرئيس المكلف (سعد الحريري) والقابع في بعبدا (رئيس الجمهورية العماد) ميشال عون، كانت تنتهي بتصريحات متبادلة ومتشنجة، وهي تعطل بحال كان هناك وفاق، فكيف في حالتنا التي ليس فيها أي وفاق”.

 

اضاف: “الموقف الواضح هو موقف وليد جنبلاط والذي يبنى عليه، لأنك عندما تأخذ الموقع الوسطي، يصبح لديك حرية أكبر في التعبير عن رأيك، ونحن تعودنا على تصريحاته الجريئة والشجاعة، ومواقفه الأخيرة كانت واضحة جدا”. وأوضح أن “الخطاب السياسي للحزب الاشتراكي اليوم ذهب مباشرة إلى صلب المشكلة، فهناك ميشال عون في الواجهة وحزب الله من خلفه. ولا يحاول أن يقنعنا أحد أن (رئيس تكتل لبنان القوي النائب) جبران باسيل يستطيع تعطيل المبادرة الفرنسية، والتأثير على الموقف الروسي الرافض للثلث المعطل، كما سمعنا أيضا أن الإيراني رافض للثلث المعطل”.

 

وتابع: “ميشال عون أخذ شعب لبنان رهينة، فعندما قال الصحافي عطالله “ماء، وكهرباء، وخبز، ومازوت”، فهذه هي الأولويات اليوم. هذا يعني أن شعب لبنان العظيم انتهى. لكن الحقيقة أن حزب الله خطف هذا الوطن منذ فترة طويلة. وعندما انسحب الإسرائيلي أدرجوا مقولة شبعا، التي كانت مسمار حافظ الأسد في لبنان، ثم بعد الانسحاب السوري أخذ حزب الله موقع الناظم الأمني في لبنان، وحينما وصل عون إلى السلطة أصبح الناظم السياسي والناظم الأمني في نفس الوقت، أي أن حزب الله يتولى مهمة ولديه شخص في بعبدا يتولى السلطة من خلاله”.

 

وأوضح شهيب أن “كلام الرئيس وليد جنبلاط الانتقادي في خلال المرحلة الأخيرة كان انتقادا بشكل ملطف حول كيانية لبنان، وحول إذا ما زال حزب الله يؤمن أن لبنان هو الوطن النهائي كما جاء في اتفاق الطائف. والتواصل الأخير “أونلاين” بين رئيس الحزب و”لقاء سيدة الجبل” جاء لدعم مبادرة البطريرك (الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس) الراعي، مع أنه في نفس الوقت رفض طرح سيدة الجبل بتطبيق القرارات الدولية التي تتضمن سلاح الميليشيات وهو الذي أدى الى استشهاد رفيق الحريري”.

 

وسأل: “هل يعترف حزب الله، كما قال وليد جنبلاط في أكثر من مقابلة، بكيانية لبنان؟ هذا هو السؤال اليوم، أم سيبقي على لبنان منطقة توتر ومنصة صواريخ وقاعدة متقدمة لإيران على البحر المتوسط بجانب إسرائيل ويفاوض عنا وعلينا؟”.

 

واستعاد شهيب محطات تاريخية للحزب “بدءا من العام 2000، أثناء التواصل مع قرنة شهوان، وبعد مطالبة جنبلاط بإعادة تموضع القوات السورية إلى ضهر البيدر، مقابل طرح قرنة شهوان الانسحاب الكامل للقوات السورية، وكيف أنه اتهمنا بالخيانة وقتها، وحللت دماء جنبلاط، علما أنه في حين كانت قرنة شهوان تدعو للانسحاب الكلي، كنا نحن ندعو للانسحاب الجزئي وتطبيق اتفاق دولي متفق عليه في لبنان، وهو اتفاق الطائف. اليوم سيدة الجبل تطالب بتطبيق القرارات الدولية ووليد جنبلاط وافق فقط على مساعدة دولية لصمود شعب لبنان وبقاء هذا الوطن. يعني دعم مطلب البطريرك الراعي في هذا الموضوع بمفهوم احتضان وبقاء لبنان. البطريرك طالب بالحياد للحفاظ على الكيان اللبناني، ولم يقل الحياد من أجل المسيحيين بل من أجل اللبنانيين. ونحن نلاقيه على مسافة متساوية من هذا الكلام”.

 

وشدد على أن “جنبلاط أكد أننا لسنا حياديين أبدا في الصراع العربي – الاسرائيلي. وموقفنا العروبي التاريخي داعم لفلسطين وشعبها وحق العودة. لكننا لا نريد أن نكون سلعة للمفاوضات على طاولة الدول العظمى بين إيران وأميركا، وخصوصا بعد الانتخابات الأميركية الأخيرة”.

 

وعن ملف تفجير المرفأ، أشار شهيب إلى أن “تلفزيون المنار قال من ينتظر حصول العدالة في لبنان فهو حالم لكون الملف معقد جدا لارتباطات داخلية وخارجية”. واكد أن “موقف جنبلاط كان واضحا، والله يرحم لقمان سليم”.

 

أضاف: “في 7 آب قال نصرالله إن التحقيقات جارية، والحقائق ستظهر قريبا لأن الموضوع ليس معقدا كثيرا، والحقائق ستظهر في وقت سريع. وبعد خطاب (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله رفض عون التحقيق الدولي، و(رئيس حكومة تصريف الاعمال) حسان دياب قال إن “النتائج ستظهر قريبا”، وفي آخر إطلالة لنصرالله قال: “وقفوا التحقيق وادفعوا التعويضات”، وسحب بعدها الملف من صوان”.

 

وأشار الى أن “جنبلاط عندما تكلم أول مرة عن موضوع المرفأ، قال إن النيترات جاءت لهدف معين. وعاد وبين لاحقا ان من استورد النيترات كان لصالح (الرئيس السوري) بشار الأسد والنظام السوري الذي استخدمها في البراميل التي دمرت سوريا. حسان دياب، قال: “انفجر 500 طن نيترات فقط”، والكمية هي 2200. فأين الباقي؟ وبعد التهديد بحال استعمال الكيماوي، وبعد شح الذخيرة في سوريا، كانت البراميل هي الحل. لقمان سليم كان شجاعا فكان كاتم الصوت”.

 

وعن حقوق المسيحيين اكد شقير “الحرص الكامل على التنوع الطائفي في لبنان، الطائف كان واضحا، صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعا، والذي يضم كل الطوائف اللبنانية، لكن الصلاحيات مقابل المناصفة. وقال الشهيد رفيق الحريري “وقفنا العد” بمعنى أننا معكم على السراء والضراء، ومناصفة في كل الوظائف والحقوق والواجبات، والجيش والإدارات. من أهدر الحقوق؟ يطالب باسيل بمؤتمر تأسيسي جديد، يعني ضرب الطائف أساسا والذي لم يعترفوا به، وهو حاول منع النواب من الذهاب إلى الطائف، والطائف مقابل إيقاف العد”.

 

كما أكد “أهمية الاعتماد على مركزية مواقف رئيس الحزب وخطابه السياسي، ونقاشه السياسي”، مؤكدا أن “دقة الموقف السياسي والوثيقة والقرينة هي التي تدعم الموقف، فالوضع دقيق ورمادي جدا، حتى الموضوع الأميركي – الإيراني هو بداية جس نبض بين الكبيرين وخلينا بحالنا ونحاول المحافظة على الكيان اللبناني”.

 

ولفت إلى أن “موقف البطريرك الراعي يكبر يوما بعد يوم، فيما هناك مشكلة بين التيار والقوات تتعاظم، ومن جهتنا إذا دخلنا بشكل مواجه وحاد، سيستفيد من ذلك جبران و”التيار الوطني الحر” ليقول هناك مؤامرة على المسيحيين، لأنه يستخدم الوتر الطائفي. ونحن نريد الرد أن يكون بالسياسة فقط والحفاظ على خطابنا المتكامل والمتجانس. المصالحة في الجبل تمت والعيش المشترك بأمان. المتطرف لا يرتاح إلى هذا، فكانت كل محاولات ضرب هذا الواقع في الجبل عبر نبش القبور، والتلطي خلف بعض القوى، وتسخير كل ذلك في المخطط التدميري”.

 

وختم متوجها إلى المشاركين قائلا: “الخطاب السياسي بالحجة يوصلنا إلى المكسب و”السوشال ميديا” عامل مهم جدا يجب تفعيلها لأنه المستقبل، وهي البديلة للوسائل التقليدية، أي التلفاز والجريدة إنما هذه الثورة الجديدة هي المستقبل ويجب تعزيزها لإيصال أفكارنا وآرائنا بشكل منظم وهادف”.

 

ثم فتح باب النقاش، وأجاب شهيب على أسئلة المشاركين.

 

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *