الجمعة , 17 مايو 2024

الرئيس عون رعى افتتاح بيت رفقا للمسنين في جربتا

افتتحت جمعية “بيت رفقا” التي لا تبغي الربح وتعنى برعاية المسنين رسميا أبواب مركزها في جربتا البترون، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضوره ومباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

ووصل عون الى جربتا يرافقه الوزير جبران باسيل وعقيلته السيدة شانتال مختتما جولة بترونية تنموية، وكان في استقباله الراعي والمطرانان منير خيرالله وحنا علوان والأباتي نعمة الله الهاشم والرئيسة العامة لرهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات الام صونيا الغصين ورئيسة دير القديس يوسف جربتا الأم ميلاني مقصود الى جانب صاحب المبادرة ببناء “بيت رفقا” سليم الزير وزوجته ريتا والمدير العام إيلي ابو ياغي وجمهور الراهبات وأسرة “بيت رفقا”.

بعد مصافحة مستقبليه، أزاح عون الستار عن لوحتين تذكاريتين وجال في “بيت رفقا” واطلع على تجهيزاته وأقسامه وزار الكنيسة المزينة برسومات ملونة. وبعد صلاة تبريك البيت ألقى الراعي كلمة بعنوان “أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي” توجه فيها الى عون وقال فيها: “تعيش منطقة البترون ودير القديسة رفقا فرح لقائكم فخامة الرئيس وتدشينكم هذا البيت وهذه الكنيسة الصغيرة على إسم مريم الممجدة وعندما دخلت الى هذا المكان سمعتك تقول لا خوف ونحن نقول لك بأن قديسين هذه المنطقة عطروها بأريجهم والراهبات والمؤمنون وراعي الأبرشية وجميع الحاضرين يصلون لك لكي تقود سفينة هذا الوطن الى بر الأمان. والإنجيل يحدثنا عن بناء الكنيسة المبنية على صخرة الإيمان وفي الرسالة الأولى التي سمعناها يسمي بطرس المؤمنين بالحجارة الحية ما يعني أن كنيسة المسيح المتمثلة بالحجارة هي كنيسة بشرية حية وكل واحد منا حجر فيها”.

أضاف: “فخامة الرئيس على المستوى الوطني أنت لست مجرد حجر في الوسط، أنت حجر الزاوية لأنك تحمل مسؤولية تختلف عن كل المسؤوليات في الدولة ولذلك ثقل البلاد يقع على عاتقك على حجر الزاوية وأنت تتكل على من يعضدونك في عملك على القديسين في السماء وعلى ذوي الإرادات الطيبة. التحديات كثيرة وكبيرة لا تخفى على أحد وكلنا معك ونقول لك مع القديسين واظب إيمانك بهذا الوطن وحمايته فأنت دعيت لكي تكون أبا وراعيا لهذا الوطن فأنت الوحيد الذي أقسمت على حماية المؤسسات والكيان وخير الشعب. أنتم تحملون المسؤولية على الأرض والتحديات كثيرة وكبيرة وكلنا نصلي معك لكي تواصل إيمانك بهذا الوطن وتعمل لخير الشعب، وأود أيضا بإسمي وبإسم الآباء المطارنة الأباتي والراهبات أن أوجه كلمة شكر الى رجل الخير سليم الزير وعائلته هم الذين قدموا بسخاء هذا العمل لتكريم الله من خلال المسنين وتكريمهم هو تكريم العناية الإلهية فنحن نصلي كي يكافئهم الله على كل شيء”.

وختم: “وأنتم فخامة الرئيس تدشنون مشاريع إنمائية مهمة لهذه المنطقة نأمل أن تعم في عهدكم هذه المشاريع كل لبنان لكي يستعيد دوره والشعب ثقته التي هو بأمس الحاجة إليها لكي يواصل حبه للبنان وكلنا نرافقك بصلواتنا دائما كي توصل السفينة الى ميناء الأمان”.

ثم وقع عون على السجل ب “بيت رفقا” عبارة “بيت رفقا، بيت جديد على اسم قديسة من لبنان، بها نرتفع الى اسمى محطات الايمان والرجاء، ومع خدمة المسنين وكبارنا، تبلغ الخدمة الاجتماعية مداها. نهنىء القيمين على هذا البيت، ونشكر الذين سعوا لانشائه. مع اطيب التمنيات والتوفيق”.

وحضر احتفال التدشين أكثر من 300 شخص تقدمهم وزراء ونواب وأساقفة وشخصيات وفاعليات قضائية ونقابية ورسمية وأمنية واجتماعية ودينية.

قدم الاحتفال الاعلامي إيلي أحوش، وكانت كلمة الأم الغصين التي شكرت لعون رعايته الاحتفال وللراعي مباركته وقالت: “إن الكنيسة في العالم لها رأي في كل شيء ولا تستطيع أن تسكت أو تجبن ومع أنها تكون رأيها بروح المسيح وتبديه بسلطة المسيح فهي أبدا محترمة في صمت الله حرية الإنسان الأخيرة، لتسمح لي بركتكم الأبوية أن أضم كلماتي الى شارل مالك فبالرغم من صقل كاهلكم بهموم أبناء الكنيسة وبالرغم من مرارة الكأس التي ترتضون أن تشربوها مع المسيح إلا أن هذا كله لم يمنعكم من مشاركتنا هذه المناسبة الكريمة في عيني الرب حيث هذا البيت “بيت رفقا” سيضم بين جدرانه من ساقتهم طيات الزمن الى شيخوخة قد تكون محترمة وقد تكون مهمشة”.

وتوجهت الى صاحب المبادرة سليم الزير وجميع الخيرين والمساهمين، بالقول: “أفضتم من قارورة عطائكم الطيب على هذا الدير المقدس بمشروع “بيت رفقا” ما وجدتموه لائقا بالمسنين الذين هم بأمس الحاجة لعنايتنا وكان لطلب الأم الوقع الأبلغ فتكللت الإرادتان بعمل تنحي أمامه شاكرة كل القلوب المعنية به وتطرب آذان المسنين لسماع أصدائه، فهنيئا لكم ولكل العاملين معكم إتمام هذا المشروع لأن تضرعات المسن تفتح أبواب الملكوت وهنيئا لنا لأنكم ترجمتم ربما حلمنا الى واقع ونلنا من الله نعمة فوق نعمة فلا يسعنا إلا أن نقدم أعلى بخور أمام الرب ألا وهو صلاتنا وتضرعنا لكي يمن عليكم بكل ما هو خير وبركة لكم ولعائلاتكم ولكل محبيكم”.

ثم كانت كلمة للام مقصود استهلتها بالقول: “رفقا رفيقة أمينة ترافقكم يا فخامة الرئيس وترافق غبطة البطريرك وهي اليوم تجمعنا تحت رعايتكما وتفتح لنا أبواب بيتها”.

أضافت: “فخامة الرئيس عرف عنكم قربكم من الضعفاء والأيام بدأت تثبت بما لا يقبل الشك أنكم بتم أقرب إليهم بعد أن تبوأتم سدة المسؤولية الأولى في البلاد وقد شئتم ان تحضروا شخصيا الى هذا البيت ونحن معهم وبإسمهم نؤكد لكم أنكم تكتسبون قوة فوق قوة في المهام التي ألقيت على عاتقكم”.

وتوجهت الى الراعي بالقول: “ليس من قبيل المدح والتعظيم إذ قلت لكم اليوم نحن الضيوف وأنتم أهل المنزل بل لأن بيت رفقا هو بيتكم قبل أن يكون بيت أحد منا. أفلستم إبن ضيعتها حملايا وهي إبنة ضيعتكم؟ أليس أجدادكم هم جيران أجدادها وأنسباؤهم؟ كلنا بحاجة الى مفاتيح لندخل هذا البيت وأنتم يفتح لكم بابه من دون مفاتيح لأنكم أنتم بحق أبناء البيت”.

وتابعت: لماذا بيت رفقا؟ تعلمون أنه كان لرفقا قصة مؤلمة مع البيت لقد كانت بحاجة دائمة الى دفء البيت وحنانه تركت البيت الوالدي في حملايا وهي بعد طفلة وذهبت الى الشام تخدم في بيت أسعد البدوي ثم عادت الى لبنان وانتمت الى جمعية المريمات، ومن ثم الى الرهبانية اللبنانية حيث انتقلت من بيت الى بيت من مار سمعان أيطو الى مار يوسف جربتا لتساعد في بناء هذا الأخير مع إخواتها المؤسسات. إفتقدت رفقا وعرضت لقصة تأسيس بيت رفقا”.

وشكرت للزير ووالدته مبادرتهما وعاطفتهما، وختمت: “سلمتكما رفقا يا فخامة الرئيس ويا صاحب الغبطة والنيافة مفاتيح أبواب هذا البيت اليوم ليبقى بفضلكما ودعكما المعنوي والمادي مشرع الأبواب لكل من أتوا إليه ليعيشوا فيه ويسهموا في ازدهاره واستمراريته”.

وألقى الزير كلمة أعرب فيها عن فرحه وسروره لتحقيق حلمه وحلم والدته ببناء “بيت رفقا” وقال: “كل الفضل في تحقيق هذا المشروع كان لوالدتي التي حفرت كلماتها في قلبي فكان الفضل لها ببناء هذا البيت لكي يكون لكل مسن آخرة صالحة وشيخوخة مميزة”.

وشكر “كل من تعاون لتنفيذ المشروع من أول مدماك وصولا الى حفل التدشين، وهناك الكثير من الاصدقاء الذين آمنوا مثلنا بالعطاء . اما اليوم، فنحن أمام تحد جديد وهو ديمومة المشروع، وتأمين المصاريف اللازمة لخدمة المسنين. وهناك وعد جديد وهو أنه ممنوع أن يعد كبار بيوتنا الايام حتى تنطفىء شمعة العمر بل علينا أن نبذل جهدنا لكي نحول شتاء العمر الى ربيع فرح فيعيشوا العمر عمرين”.

أضاف: “الهدف الأساسي من تأسيس بيت رفقا هو الإقتناع التام بأن المسنين يجب أن يلقوا الاحترام، الرعاية الجيدة والاهتمام الذي يحتاجونه ليعيشوا حياة مستقلة ومريحة خلال سنواتهم الذهبية. تجمع المحبة والألفة بين المسنين ويتشاركون أجمل اللحظات معا كما يشاركون في مواضيع ونشاطات وسط بيئة ملؤها الرعاية والفرح تشعرهم بأنهم في منزلهم الثاني. العطاء نعمة من نعم ربنا، لانه من خلالها يولد لدينا شعور بالسعادة والفرح. والعطاء لا يقتصر على الجانب المادي وكل واحد منا عنده الفرصة لكي يعطي على قدر امكاناته”.

وختم: “بيت رفقا هو عربون محبة، هو هدية وفاء وتقدير لكل الذين وقفوا بجانبنا وربونا. هو عرفان بالجميل للذين ضحوا وسهروا وتعبوا حتى نكبر وهم كبروا وبحاجة الينا اليوم. الاهتمام بالمسن واجب وتصرف انساني وأدعوكم اليوم لكي تشاركونا العطاء كل واحد بحسب طاقته ماديا ومعنويا”.

وألقى الراعي كلمة قال فيها: “أجمل كلام الذي يمكن أن نختم به هذا اللقاء الغني هو شكر ربنا والجميع وعلى رأسهم فخامة الرئيس وكل الوجوه الطيبة الحاضرة معنا المطارنة ورؤساء الأديرة والرهبان والراهبات، نشكر ربنا على هذه النعمة الكبيرة التي تحققت بفضل السيد سليم الزير والسيدة والدته. وقبل كلمته سمعت منه يردد لا أحد يأخذ معه شيئا من هذا العالم سوى أعماله وعندما سألته عن معنى اللوغو أجابني بدون تردد يدين مفتوحتين لتلقي النعم من ربنا فقلت هذا أنت فربنا وضع عينه عليك منذ ما قبل ولادتك مع القديسة رفقا لنصل الى ما وصلنا إليه اليوم هكذا يفعل الآب الذي لا ندري متى يبدأ مشاريعه ولا القديسة رفقا هذا عملهما وترتيبهما”.

أضاف: “نحن نريد أن نشكركم جميعا، كل الذين شرفتمونا وأعطيتم للعيد رونقه ونشكر كل الذين تعبوا في هذا المكان والقديسة رفقا التي أعطت الحياة لكل هذه المنطقة مع القديسين الأب نعمة الله والأخ إسطفان القديس شربل أعطت عنوانا لهذه المنطقة فأصبح الناس يطلقون عليها دير القديسة رفقا. واليوم أصبح عندنا الدير والمعهد وبيت ولا ندري ماذا تخبىء لنا القديسة مستقبلا، لكننا نعرف أن هذا كله عمل السماء. نهنىء كل المنطقة ونهنىء بنوع خاص أهلنا المسنين بهذا المكان المخصص لتكريمهم وأقول للسيد سليم ولوالدته بالأمس واليوم وغدا في عملكم هذا تكرمون الله من خلال المسنين لأنه لا يتسنى للكثيرين الوصول الى الشيخوخة الامتياز الذي يحققه الله في الإنسان، لذا فإن تكريمهم هو تكريم للنعمة الإلهية التي شاءت أن تميز هؤلاء المسنين بالعمر الطويل لندرك أن إلهنا هو سيد الأعمار وهم أمامنا شهادة مسيرة نحو الله كي لا نضيع في شبابنا وفي ملذات هذا العالم فنرى من خلالهم المسيرة الصالحة نحو الله. ونحن نتمنى للجميع أن يصلوا الى عمر متقدم”.

وشكر “الراهبات وكل القيمين على هذا البيت لأنكم أعطيتم للمسنين حياة فرح وسعادة وقيمة للحياة وتجعلون من سنين عمرهم المتبقية بركة يرددونها لكل مساعد “الله يبارككم الله يحميكم” وبذلك هم يصبحون بركتنا وصلاتنا الدائمة لذلك خدمتهم وتكريمهم هو تكريم وخدمة لربنا، وبضعفهم ووهنهم يواصلون آلام المسيح وتكريمهم تكريم للمسيح وآلامه وصليبه لأنهم يتألمون في شيخوختهم ويتعبون بأمراضهم رغم كل ما تخلقونه لهم من سعادة وبهذا المكان تجعلونهم يشعرون بقيمة أيامهم المتبقية”.

وأعطى مثالا على “عدم تمكن البابا بولس الثاني القديس عندما لم يتمكن من تأدية صلاة الشكر، معتبرا “صمته وعدم قدرته على الكلام أنه أصدق تعبير وكان له التأثير الكبير في العالم”.

وتوجه الى المسنين بالقول “إياكم أن تعتبروا أن أيامكم المتبقية لم تعد نافعة فأنتم في هذا العمر تفيدوننا أكثر من الماضي. وأختم كلمتي بشكر جوقة القديسة رفقا التي ذكرتنا بصوت القديسة رفقا الرخيم. أشكركم جميعا وأشكر العناية الإلهية وشفاعة مار يوسف والقديسة رفقا ترافقكم في كل أعمالكم لتعيشوا بفرح تكرمون نعمة الله بيننا”.

بعد ذلك تسلم الراعي هدية تذكارية من الأم مقصود هي بطرشيل مطرز من عمل الراهبات، وقدمت لوحة لصورة بيت رفقا مطرزة للزير عربون تقدير ووفاء لمبادرته.

وتخللت اللقاء لوحات غنائية ساحرة قدمها معهد جوقة القديسة رفقا، وكان كوكتيل للمناسبة.

تم تصميم المركز بشكل مدروس مما جعله قادرا على تلبية كافة الإحتياجات الأساسية للمسن من عناية تمريضية متوفرة على مدار الساعة على يد ممرضين متخصصين وكفوئين، وغرف للعلاجات الخاصة وأخرى للفحص الطبي ووحدة للعلاج الفيزيائي إلى نظام صحي سليم توفره الوجبات الغذائية المعدة داخليا من فريق متخصص.

ويتألف “بيت رفقا” المطل على بيئة طبيعية خضراء خلابة من 44 غرفة فردية ومزدوجة، مجهزة بالكامل بوسائل التدفئة والتبريد والأسرة المريحة إضافة إلى ثماني قاعات داخلية مخصصة للقاءات الإجتماعية والأنشطة الترفيهية. وينعم المقيمون فيه بالهواء النقي الذي تؤمنه البيئة النظيفة المحيطة فضلا عن الأنشطة الرياضية التي تحثهم على الحركة والنشاط.
وكما يدل اسمه، يقع “بيت رفقا” بمحاذاة مزار القديسة رفقا وقد تم بناؤه والتبرع به لصالح راهبات دير مار يوسف جربتا اللواتي يرافقن المسنين يوميا ويلبين كافة احتياجاتهم الجسدية والروحية إلى جانب طاقم تمريضي وإداري من ذوي الخبرة والكفاءة.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *