أعرب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عن “قلقه الشديد لتراجع الحريات والثقافة الديمقراطية لدى المواطنين ولمؤشرات فقدانهم الثقة بلبنان”، مشيراً الى أن “هناك محاولات متعمّدة لتحويل لبنان المليء بالطاقات لوطن عاجز”.
وخلال مقابلة عبر”الجديد”، حذّر من خطورة وجدية هذا الواقع، مضيفاً: “انا قلق جداً لأن الناس بدأوا يفقدون الأمل بلبنان كدولة والأخطر ككيان. فمن أوصل اللبنانيين الى فقدان الثقة حتى بالتركيبة اللبنانية هو من أعطاهم طوال الوقت وعوداً كاذبة، من تسبّب بإهتراء الدولة والانهيارات المالية والاقتصادية، من جعلهم يعيشون على وقع سلسلة إغتيالات من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الشهيد اللواء وسام الحسن من دون كشف مرتكبيها ومن لم يتطلع الى وجعهم في إنفجار “4 آب”. لذا هناك تساؤل جدي عند الناس – أكان ضمنياً او علنياً – هل التركيبة القائمة للبنان قابلة للإستمرار؟ بدأوا يطرحون اللامركزية والفدرالية وصولاً الى التقسيم. نحن كقوات لبنانية نطالب بشكل علني بلا مركزية مالية وإنمائية”.
وإعتبر بو عاصي أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل “متل يلي لابس تايب جدو الطربوش والشروال” أي “يحاول تقليد عمه ميشال عون وإستحضار شعاراته في الثمانينيات من أجل شيطنة مجموعة وتحريض الناس عليها لإلغائها، وهذا لم يعد ينطلي على أحد”.
أضاف: “يخطئ باسيل لأنه يعتبر أنه يستطيع القضاء على خصمه السياسي بمجرد صعوده الى حلبة الملاكمة ومن الضربة الأولى خصوصاً انه ليس من الوزن الثقيل، سياسياً على الأقل”.
وإعتبر أن “من حق النائب السابق سليمان فرنجية أو غيره الترشح، لكن ليس من حق زميلنا الرئيس نبيه بري إغلاق مجلس النواب”، مضيفاً: “هذا الاخير متحكّم بالمؤسسة ومستخف بـ4 ملايين لبناني أوصلوا النواب ويتخطى صلاحياته كلياً. حكماً يقف وراءه “حزب الله”، وهذا ما يهدّد البلد والدستور والمؤسسات وإنتظام عملها والاستقرار العام. فائض القوة الذي يمارسه بري عبر تخطيه الدستور وإغلاقه مجلس النواب ناجم عن الشعور بفائض قوة طائفي، لا يستطيع أن يقول لي “كرفاتي مقابل السلاح” فيما هما يتكاملان”.
من جهة أخرى، أكد بو عاصي أنه “إن كان ثمن وصول القوات اللبنانية الى السلطة أن يكون أداؤها كأداء التيار الوطني الحر خلال وجوده في السلطة، فلا نريد ذلك. لذا إستقلنا من الحكومة، لأننا لمسنا أن هذه السلطة بأدائها تقود البلد الى الخراب”.
وأوضح بو عاصي أن “العماد جوزاف عون ليس مرشح “القوات اللبنانية” الاول، فـ”القوات اللبنانية” بالمبدأ ضد وصول أي عسكري إلى رئاسة الجمهورية، ولكن إذا حصل الاجماع على قائد الجيش وكان الوحيد القادر على إخراجنا من هذا المستنقع، فلما لا خصوصاً انه يتمتع بخصال حميدة”.
وتابع: “لا يكفي دعم مجموعة الخماسية والاتحاد الاوروبي لترشيح العماد جوزاف عون، بل هناك ممر إلزامي عقلاني، ثابت على المواقف، لديه تاريخه ويمتلك أكبر كتلة نيابية وأوسع تمثيل مسيحي هو القوات اللبنانية”.
وعن الحرب في غزة، قال بو عاصي: “مع تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني، إلا أن أي ربط لمصير لبنان بوقف الحرب في غزة وكذلك تجميد العمل على الاستحقاق الرئاسي أكبر جريمة بحق الوطن والشعب اللبناني. لا نستطيع العيش على إيقاع قضية خارج إطار وطننا، مهما كانت مقدسة. كل الجرائم التي ارتكبت في لبنان منذ العام ١٩٤٨ بإسم القضية الفلسطينية بماذا أفادت هذه القضية؟ واليوم ماذا أفاد فتح حزب الله الجبهة في الجنوب غزة؟”.
وردّاً على سؤال، أجاب: “نحن حكماً ندين ضرب الضاحية الجنوبية كخرق سيادي، ولكن ندين ايضاً إستجلاب المشاكل وإحضار إنغماسيين ومنخرطين في الحروب الاقليمية الى لبنان. الدولة اللبنانية كالرجل المخدوع مع “حزب الله” الذي لا يقيم لها إعتباراً ويفتح الجبهة دون أن يسأل أحد”.
كما اشار الى ان “إسرائيل كانت تخترق القرار 1701 بالطبع، ولكن قول حزب الله انه كان يحترم القرار 1701 “هستيريا” وإستخفاف بعقول الناس. كمية الاسلحة والذخائر وحتى المرابض المدفعية في جنوب الليطاني تؤكد ذلك كما تقارير اليونيفيل. وماذا عن دور “أخضر بلا حدود”؟ جنوب الليطاني”.
أما في ما يتعلق بمزارع شبعا، فأوضح بو عاصي: “منذ اليوم الاول قلنا كقوات ان مزارع شبعا يجب ان تحل بين لبنان وسوريا اولاً وهذا ما اكده بيان وزارة الخارجية اللبنانية الموجه الى الامم المتحدة امس. لا الاسرائيلي ولا الحزب يريدان حلا لمزارع شبعا، وإن الحزب يريد ذريعة دائمة كي تحافظ ايران على موقع عند حدود اسرائيل وتدخل باللعبة الاقليمية والمزايدة على العرب والسنة تحديداً”.