الخميس , 25 أبريل 2024

يعقوبيان: تمثيل الحراك في الحكومة بمثابة إبرة بنج والفرصة أخيرة لبناء دولة للجميع

عقدت النائبة بولا يعقوبيان و”تحالف وطني” مؤتمرا صحافيا، في فندق “ألكسندر” – الأشرفيه، تناولت فيه المستجدات، وقدمت فيه تصور المعارضة للمرحلة المقبلة، بحضور اعضاء “تحالف وطني” وعدد من هيئات المجتع المدني.

بداية، حيت يعقوبيان “طلاب المدارس الذين انتفضوا اليوم، والمعتصمين في الساحات منذ اكثر من عشرين يوما”، وقالت: “بتضيحاتكم استعدتم وطننا من المافيات المتحكمة به. نحن اليوم في مرحلة مفصلية من تاريخ وطننا. منذ أسبوع، سقطت التسوية الرئاسية مع سقوط ما عرف بحكومة العهد الأولى، وهي أتت ولأول مرة في تاريخ لبنان بقرار من الشعب اللبناني، وصنعت في لبنان. من هنا، فالشعب اللبناني اصبح رقما صعبا في المعادلة وعلى المسؤولين اعادة حساباتهم في التعاطي معه”.

أضافت: “أتت استقالة الحكومة، بعد أن سقطت في الشارع، كتعبير عن فشل مشروع أحزاب السلطة في السيطرة على مفاصل الحكم تحت شعار ما يسمى “الديمقراطية التوافقية”. نحن في تحالف وطني، بعدما واجهنا هذه السلطة بشتى الطرق من خلال الشارع والقضاء وخضنا معارك انتخابية عبرت عن رؤيتنا السياسية الراسخة بتكريس دور المعارضة البناءة، كما من خلال تقديم نموذج عمل نيابي استثنائي بحيث تقدمنا بأربعين مشروع قانون تغييريا لم تلتفت لها السلطة في حينه، واليوم تتسابق لتبنيها والمزايدة بها على حساب الشعب. نحن مستمرون في معركتنا ولن يزيدنا أول انتصار حققه الشعب اللبناني أجمع، إلا إصرارا على استكمال ما بدأ للوصول إلى الدولة الديمقراطية، التعددية القادرة والعادلة. لقد أثبت الناس على مدى 20 يوما، أنهم أكثر حرصا وأكثر مسؤولية على المؤسسات وعلى الدستور والممتلكات العامة والخاصة وعلى الأرواح والسلم الأهلي وعلى الأمن المجتمعي من جميع من ينصبون أنفسهم مسؤولين، مجتمعين”.

وتابعت: “نحن كتحالف موجودون في الشوارع والساحات منذ اليوم الأول، وراء الناس وليس أمامهم، لأن هذه الثورة هي ثورة الناس أولا وأخيرا، الناس الذين وضعوا خارطة طريق واضحة للخروج من المأزق الذي أوصلتنا اليه الطبقة الحاكمة وما زالت تراوغ وتماطل في اتخاذ القرارات الإصلاحية اللازمة، وتعتمد لغة الترغيب والتخدير والوعود تارة والتهديد والترهيب والتهويل من الفراغ طورا. لنكن واضحين، أنتم الفراغ بعينه. لا فراغ أكبر من عدم قدرة دولة على إخماد حرائق. لا فراغ أكبر من محاولات فرض ضرائب عشوائية على الطبقة الوسطى وما دون الوسطى للخروج من العجز الذي أوصلتنا اليه السياسات الاقتصادية او بالأحرى انعدامها، والهندسات المالية المبنية على النسق الريعي غير المنتج. لا فراغ اصعب وأكبر من تسييس القضاء وتفريغ المؤسسات الرقابية من دورها وقدراتها البشرية”.

وأردفت: “تتحدثون، بكل وقاحة عن رزمة قوانين لمكافحة الفساد وأنتم رأس الفساد. يا سادة، سأقول للناس إن الإطار القانوني الموجود حاليا في لبنان يكفي للبدء بمسار واضح لمكافحة الفساد في القطاع العام، ولكنكم تعطلونه. سأقول للناس إن قانون رفع السرية المصرفية الذي تقدمت به منذ اشهر وضع في أحد جوارير المجلس لأنه شامل ويسمح بالكشف عن الممتلكات وحسابات الأصول والفروع والمقربين في لبنان والخارج، ليس كما طرحتموه في صيغته الأولية، مجرد فلكلور إصلاحي لاستكمال مشاهدكم المسرحية. ثم فلنقل للناس، أي قوانين لمكافحة الفساد بدون ضمان استقلالية القضاء؟ من يكشف ملفات ومن يحقق ومن يحاكم ومن يحاسب سوى القضاء؟ أينكم من قانون استقلالية القضاء، وهو أيضا في أحد الجوارير أو ربما في أحد مكبات النفايات المنتشرة في ربى وعلى شواطىء لبنان بسبب فشلكم بإقرار خطة بيئية لمعالجة النفايات الصلبة، وهذا غيض من فيض”.

وقالت: “لقد أوصلتنا هذه السلطة الى حالة من الانهيار الأخلاقي قابله الشارع بكثير من الرقي والتنور والحضارة وثقافة الحقوق والمشاركة، ألا تخجلون من أنفسكم؟ من شعاراتكم؟ من عنصريتكم واستكباركم على الناس وإنكاركم لمعاناتها؟”.

أضافت: “نحن في تحالف وطني سنضم صوتنا لصوت الناس في الشوارع ولصوت كافة القوى المعارضة، المعارضة الحقيقية لكافة مكونات السلطة – وليس المعارضة المستجدة التي تصفي الحسابات وتحسن شروط التفاوض من خلال الركوب على وجع الناس في الشارع. وإن هذه القوى تجمع اليوم، وقد قالتها مرارا وتكرارا، ونحن معها، ولكنكم ما زلتم تمارسون سياسة الإنكار على مطلب تشكيل حكومة إنقاذ انتقالية مؤلفة من شخصيات قانونية واقتصادية ومختصين يتمتعون بثقة الشعب اللبناني، ذات صلاحيات تشريعية استثنائية في: استقلالية القضاء لمكافحة الفساد بشكل جدي، إدارة الملف الاقتصادي والمالي بهدف الخروج من الأزمة دون المساس بحقوق الناس وشبكة الحماية الاجتماعية، إجراء التعديلات اللازمة على القانون الانتخابي وإنتاج سلطة شرعية تعبر عن حقوق الناس، على أن تكون أولى مهام المجلس النيابي الجديد تعديل المادة 21 من الدستور المتعلقة بخفض سن الاقتراع من 21 الى 18”.

وتابعت: “لقد مضى على استقالة الحكومة أكثر من أسبوع والبلد في أزمة، أزمة اقتصادية خانقة ليس سببها الاحتجاجات الشعبية كما حاولت السلطة أن تسوق مرارا، بل إن هذه الاحتجاجات انطلقت بسبب هذه الأزمة وبسبب إخفاقكم في إيجاد حلول. إن ما نعيشه اليوم هو أزمة ثقة عميقة جدا، بكافة الأطراف السياسية ومن ضمنهم من يتحدثون عن الثقة، بكل ثقة. إنها لحالة من الانفصال التام بين السلطة والناس، تترجم بطرق مختلفة أهمها الاستمرار في المماطلة واجترار البدع آخرها التأليف قبل التكليف، ما يؤكد الاستمرار في نهج المحاصصة وتقسيم المغانم على حساب حقوق الناس. عدا عن كون ذلك مخالفة دستورية جديدة تضاف الى سجلاتكم الحافلة، إلا أنها أيضا دليل واضح على الاستخفاف والمراوغة. إنه من المضحك المبكي فعلا إصراركم على اختزال الشارع في ممثلين والغمز من قنوات المحتجين عن توزير ممثلين عن الحراك. وكأنهم لم يسمعوا لمطالب الناس الثائرة في كل الساحات، فمن لا يمشي بين الناس ولا يشاركهم يومياتهم لن يستطيع، أبدا، أن يفهم حجم الهوة العميقة بين حاجات الناس وتطلعاتهم وحقوقهم والرؤية السياسية القاصرة لهذه الأحزاب”.

وأردفت: “يا سادة، احفظوا ما تبقى من ماء الوجه، وكرمى لمن تبقى لديكم من مناصرين وهم ايضا مواطنون ولهم حقوق، اضطلعوا بمسؤولياتكم الآن وليبادر السيد رئيس الجمهورية بالدعوة الى استشارات نيابية ملزمة تنتهي في خلال 48 ساعة على أن يتم تكليف رئيس حكومة جديد بناء عليها. ويا حضرات السادة النواب، استعموا الى من أعطوكم صوتهم في الانتخابات النيابية وها هم الآن يسحبون منكم هذا التكليف، كونوا على قدر المسؤولية وسموا رئيس حكومة يتمتع بالصفات التي حددتها الانتفاضة الشعبية بكل وضوح، أن يكون او تكون من خارج منظومة السلطة وغير محسوب عليها، كفوءة مشهود له بالخبرة والالتزام بقضايا الناس، وبالنزاهة ونظافة الكف. وليأت التأليف أيضا وفقا لهذه المعايير وليبدأ العمل الجدي للخروج من الأزمة وإعادة تشكيل سلطة تعبر عن نبض هذه الانتفاضة المجيدة”.

وختمت: “صحيح انني لا أثق بالطبقة السياسية ورغم ذلك نحن لا نقوم بانقلاب دستوري ولا نريد ان نأخذ بلدنا الى فوضى او الى حال تدهور كامل، نحن نريد ان نبني على الموجود ولكن اذا لم تنو الدخول في البناء على الموجود فالناس ستنزل الى الساحات مرة جديدة بثقة وتنظيم ومطالب افضل، وهذه الفرصة أخيرة لبناء وطن ودولة للجميع والا اللبناني سيتوجه الى العصيان المدني. واسمحوا لي أن أتوجه الى المحتجين من شبان وشابات وأطفال ومسنين، شكرا لانكم أعدتم الأمل لنا جميعا، شكرا لأنه وبفضل صرختكم المدوية، سيكون لنا وطن جميل يتسع لطموحاتنا”.

اسئلة واجوبة
وسئلت يعقوبيان عن الإعتصامات وقطع الطرقات وهل هي مثمرة، فأجابت: “هي مثمرة فقطع الطرقات ادى الى سقوط حكومة العهد الأولى. وهذه التحركات كانت مفيدة وبدأنا نرى ثمارها من فوترة بالليرة مثلا، فابقوا في الحراك لتبثوا الخوف في السلطة واي شخص اوصلتموه الى السلطة هو خادم للناس”.

وعن عملها في مجلس النواب مع النواب المعارضين، قالت: “نحن نعمل مع بعض في مجلس النواب وتمكنا من تقديم قوانين مهمة جدا وان نؤثر في كثير من القرارات، وبقدر ما تكبر هذه المجموعة فهذا مفيد للبنانيين جميعا، ولكن انا أنبه ممن يريدون اللحاق بالركب في آخر لحظة، لقد مر علينا منذ سنة ونصف سنة حملات تخوين واتهمامات كثيرة، لأننا كنا نقول بأن الأمور لم تكن تسير على الطريق الصحيح. ونحن نشكر كل من يريد ان يصوت معنا على القوانين التي قدمناها، وانا شخصيا لم أتوان عن محاولات اقناع من كانوا في السلطة وكنت اطالبهم وكلكم تتذكرون كلمتي الشهيرة: “ازيلوا المجرور” ليس اكثر، ولكنهم كانوا يسخرون منا. وفي مسألة النفايات كانت الإنتفاعات المالية كبيرة، وفي كل المسائل ايضا ومنها الكهرباء ومثلا قضية معمل دير عمار… ماذا تفعل مع اناس ينظرون الى كل امر حياتي ومطلبي للناس بأنه صفقة يجنون منها المال وهذه مشكلتنا، الخطاب والكلام في مكان والأفعال في مكان آخر”.

وعن تمثيلهم في الحكومة، قالت: “تسمعون جميعا بأن الحراك سيمثل وكأنه بمثابة إبرة بنج للناس وكأن الناس جاهلة. ورغم ذلك، هناك الكثير من الوجوه الجيدة، ولكن انا لا اريد ان اكون في اي حكومة بأي شكل من الأشكال، وهذا الأمر بالنسبة لنا في التحالف باب مغلق. نحن سنبقى للمحاسبة، للمراقبة ولتصويب الأداء. ومن يرشحني لوزارة البيئة اقول له شكرا اذهبوا ووزروا من علموني ان اعمل في هذا الملف ومن دلوني على الطريق الصحيح، اهل العلم والإختصاص. نحن نريد حكومة اخصائيين ولا نريد من يدفع ثمن المقعد الوزاري للبرستيج”.

أضافت: “ان الوجوه التي برزت في الحراك تعطي ثقة ليس فقط للبنان انما للخارج ايضا، السفارات والخارج يدعمون السلطة، بينما بعض اهل السلطة يتهم الحراك بالسفارات ويتهمونكم بالتخوين. ولكن هل هناك من سفير يتكلم مع مواطن؟ إن من هم في السلطة يتصلون بالسفراء ويجلبون التدخل الخارجي، فنحن محكومون ليس فقط من مافيا انما من مرتزقة. الشعب اللبناني ليس مرتزقة لأحد”.

وردا على سؤال، قالت: “باب الإستشارات لا ينتظر ويفترض ان يفتح اليوم قبل الغد، وهذه المماطلة استحفاف باللبنانيين، ولكن للتسمية نحن وضعنا مواصفات وطلباتنا ونحن نسمي اي شخص يلبيها لا مشكلة لدينا، ولكن انا اعود للتحالف في هذه المسائل”.

وقالت ردا على سؤال: “أنا أفتخر بأنني أوقفت تبليط البحر في بيروت. هل تعلمون ان الشعب اللبناني دفع اكثر من مليار دولار على محطات تكرير لا تكرر؟ يلزمون المحطة ويبنونها ولكنهم لا يشغلونها ولا يديرونها، انهم لا يحبون العمل اليومي الذي لا يعطي اموالا سريعة”.

وعن الفكرة التي تسوق في الإعلام بأنها محركة الحراك، قالت: “أنا لا اعرف كيف اشكر من يعلنون باسم السلطة، بأني وراء الحراك. هذا الشرف العظيم والمجد الكبير أخجل ان ادعيه، انما محركو الحراك معروفون ولا شيء سريا، والكلام عن المؤمرات والتخوين هو أمر سائد في كل الثورات التي حصلت ولا سيما الربيع العربي”.

أضافت: “ان العملاء للخارج معروفون وميزانياتهم كلها من الخارج وحياتهم كلها في الخارج. اليوم رددت على تويت لوزير الخارجية الأميركية بومبيو قال فيه: هذه الثورة المجيدة من العراق ولبنان لثوار يودون استرجاع بلدهم من ايران. فقلت له: أريد ان أسترجع بلدي منك ايضا ومنكم جميعا، هذه الثورة ايضا ثورة ضد التدخل الخارجي كي لا يبقى بلدنا ساحة لتصفية حسابات الخارج”.

عن Editor2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *