الخميس , 28 مارس 2024

اللبنانية الاولى حضرت حفل الفصول الاربعة في متحف نابو واطلعت على معروضاته: مميز يقدم صورة راقية وواعدة عن لبنان

حضرت اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون الحفل الموسيقي الذي اقيم مساء امس في متحف “نابو” بعنوان “Vivaldi – The Four Season – الفصول الاربعة”، من تصميم وقيادة المايسترو هاروت فازليان وإلقاء جوليا قصار، وذلك في اطار دعمها للنشاطات الثقافية التي تعزز الدور الريادي للبنان في الابداع والتنمية.

وقد تزامن الحفل الذي دعا اليه “نابو” مع معرض لمنحوتات واعمال فنية اقيم في حديقة المتحف وصالاته، بعنوان “رسوم تركت اثرا” لفنانين لبنانيين و”منحوتات حديثة ومعاصرة من لبنان”.

وحضر الحفل الى اللبنانية الاولى، زوجة وزير الخارجية والمغتربين السيدة شانتال عون باسيل وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية وفاعليات ثقافية واكاديمية وفنانين ومدعوين.

وكانت السيدة عون وصلت الى المتحف في منطقة الهري في الشمال عند الساعة السابعة والنصف مساء، حيث كان في استقبالها السيد جواد عدرا وزوجته السيدة زينة وعدد من القيمين على المتحف.

وبعد تقديم باقة زهر للسيدة عون ترحيبا بها عند مدخل الحديقة، جالت اللبنانية الاولى والسيدة عون باسيل في ارجائها واستمعتا الى شروحات عن ابرز المنحوتات التي ضمها المعرض من قبل المستشار الفني في المتحف الاستاذ فيصل سلطان وعدد من النحاتين من اصحاب الاعمال المعروضة، وهم: انطوان برباري، اناشار بصبوص، رافي توكاتليان، نبيل حلو، رودي رحمة، نعيم ضومط، بيار كرم، بسام كيريلس، حسين ماضي وزافين هاديشيان.

ثم استكملت الجولة في الطابقين الاول والثاني من المتحف اللذين ضما اعمالا ل-35 فنانا وفنانة لبنانيين بدءا بداود القرم وصولا الى ريتا نوفل، ومنها اعمال نقلت اساليب عصر النهضة وصولا الى ما يكشف تجارب الفنانين الذين بدأوا بالبحث عن اساليب تميزهم منذ منتصف اربعينيات القرن الماضي، اضافة الى مجموعة مختارة من الرسومات المنجزة منذ ستينات القرن الماضي عند ظهور ثقافة المعارض الفنية في بيروت وحتى مرحلة الحرب الاهلية وما بعدها.

عدرا
وبعد انتهاء الجولة، القى السيد عدرا كلمة رحب فيها بالسيدة عون وشكرها لرعايتها الحفل، مشددا على “اهمية هذه المبادرة في تشجيع ودعم الاعمال الثقافية في لبنان”، وقال: “يحمل المتحف اسم إله “نابو” الراعي للكتاب والكتابة والحكمة، وهو رمز هام من رموز تاريخنا وتراثنا الثقافي. وكانت الفكرة الاولى لهذا المشروع بإنشاء مركز للبحوث والتدريب بهدف الحفاظ على تراثنا الغني وتشجيع الابحاث العلمية. وتبلورت الفكرة وتركزت جهودنا وافكارنا المشتركة، فقررنا انشاء متحف جديد ايضا في بلدة الهري بدلا من ان يكون مشروعا خاصا كغيره من المشاريع التي نشهدها منذ اوائل القرن العشرين على الشاطئ اللبناني”، وأمل ان “يشكل هذا المشروع نموذجا يحتذى به في مسألة اعادة الامل الى الناس”.

اضاف: “في 22 ايلول افتتح متحف “نابو” وكان معرضه الاول “قرون من الابداع”. وخلال الافتتاح اخذنا زياد الرحباني وفرقته برحلة موسيقية ساحرة، ويأخذنا اليوم هاروت فازليان والفرقة الموسيقية والسيدة جوليا قصار في رحلة الفصول الاربعة مع “Vivaldi”، ثم جاء المعرض الثاني “رسوم تركت اثرا” لفنانين لبنانيين تركوا رسما او اسما لا يمكن نسيانه أو تجاوزه. ويأتي اليوم معرض لنحاتين لبنانيين كأول معرض في حديقة المنحوتات “نانايا”، وذلك بالتعاون مع متحف نابو”.

وتابع: “لو اعدنا النظر في القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين، يكشف لنا الوعي التاريخي عن حجم الكوارث التي ضربت العالم وكيف القت بظلالها على القرن الواحد والعشرين، انطلاقا من و”عد بلفور”، المأساة الفسطينية، ومجازر الحربين العالميتين، حروب الهيمنة في شرق آسيا وجنوبي اميركا، القنابل الذرية في اليابان، والحرب الاهلية اللبنانية، وحروب تدمير ونهب آثار العراق وسوريا والتي تشكل سلسلة من الفظائع التي ارتكبها الانسان، ويظهر فيها العالم كمجموعة من المهاجرين والمنفيين والسجناء”.

وأمل “أن يكون لنا الجرأة الكافية اليوم على مواجهة اسوأ ما يمكن ان تخبئه لنا الايام، وما يتعلق بمكانة الانسان والبيئة الطبيعية، والمسؤولية التي تضعها على عاتقنا. من هذا المنطلق، لا يصبح الفن والانتاج الفني تجسيدا لواقعه ومعاناته فحسب، بل شكلا من أشكال مقاومة المنفى، مقاومة حروب التدمير والاقتلاع التي تشن علينا، على أمل أن ننتمي إلى وطن جديد نحلم به من كلمات وصور”.

ثم قدمت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو فازيليان مقطوعات موسيقية لفيفالدي مترافقة بإلقاء من قبل الفنانة قصار لنصوص “الفصول الاربعة” باللغة العربية (اللبنانية) للكاتب هنري زغيب.

اللبنانية الاولى
وفي نهاية الحفل تم التقاط الصور التذكارية، شكرت بعدها السيدة عون المسؤولين عن المتحف ومؤسسيه على دعوتهم، مقدرة جهودهم “في سبيل ابقاء لبنان صرحا للثقافة عبر القاء الضوء على الغنى الذي يتمتع به في الاتجاهات الفنية المختلفة ومجالات الابداع والابتكار لفنانيه”.

كلمة في السجل
وقبل مغادرتها، دونت السيدة عون في سجل المتحف الكلمة الآتية: “هنا، في هذه البقعة الجميلة من لبنان، حيث يلتقي التاريخ بالابداع وحضارات الامس بثقافة الحاضر، حيث نلمس براعة المزج بين عراقة القديم واشراقة الحديث، تأتي الموسيقى اليوم لتزيد الابداع ابداعا والاشراق اشراقا. كل التقدير لجهد وعزيمة وايمان كل من وضع حجرا او ارسى مدماكا او اطلق نغمة في هذا المتحف المميز الذي يقدم صورة راقية وواعدة عن لبنان”.

عن editor3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *